الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ برزخ ]

                                                          برزخ : البرزخ : ما بين كل شيئين ، وفي الصحاح : الحاجز بين الشيئين . والبرزخ : ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت إلى البعث ، فمن مات فقد دخل البرزخ . وفي حديث المبعث عن أبي سعيد : في برزخ ما بين الدنيا والآخرة ; قال : البرزخ ما بين كل شيئين من حاجز ، وقال الفراء في قوله تعالى : ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ; قال : البرزخ من يوم يموت إلى يوم يبعث . وفي حديث علي - رضوان الله عليه : أنه صلى بقوم فأسوى برزخا ; قال الكسائي : قوله : فأسوى برزخا : أجفل وأسقط ; قال : والبرزخ ما بين كل شيئين ; ومنه قيل للميت : هو في برزخ ; لأنه بين الدنيا والآخرة ، فأراد بالبرزخ ما بين الموضع الذي أسقط علي منه ذلك الحرف إلى الموضع الذي كان انتهى إليه من القرآن . وبرازخ الإيمان : ما بين الشك واليقين ; وقيل : هو ما بين أول الإيمان وآخره . وفي حديث عبد الله : وسئل عن الرجل يجد الوسوسة ، فقال : تلك برازخ الإيمان ; يريد ما بين أوله وآخره ، وأول الإيمان الإقرار بالله - عز وجل - وآخره إماطة الأذى عن الطريق . والبرازخ جمع برزخ ، وقوله تعالى : بينهما برزخ لا يبغيان ; يعني حاجزا من قدرة الله - سبحانه وتعالى - ، وقيل : أي حاجز خفي . وقوله تعالى : وجعل بينهما برزخا ; أي حاجزا . قال : والبرزخ والحاجز والمهلة متقاربات في المعنى ، وذلك أنك تقول بينهما حاجز أن يتزاورا ، فتنوي بالحاجز المسافة البعيدة ، وتنوي الأمر المانع مثل اليمين والعداوة ، فصار المانع في المسافة كالمانع من الحوادث ، فوقع عليها البرزخ .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية