الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شكع

                                                          شكع : شكع يشكع شكعا ، فهو شاكع وشكع وشكوع : كثر أنينه وضجره من المرض والوجع يقلقه ، وقيل : الشكع الشديد الجزع الضجور ، والشكع بالتحريك : الوجع والغضب . ويقال لكل متأذ من شيء : شكع وشاكع . وبات شكعا أي وجعا لا ينام . وشكع فهو شكع : طال غضبه ، وقيل : غضب . وأشكعه : أغضبه ، ويقال : أمله وأضجره . الأحمر : أشكعني وأحمشني وأذرأني وأحفظني كل ذلك أغضبني . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : لما دنا من الشام ولقيه الناس جعلوا يتراطنون فأشكعه ذلك ، وقال لأسلم : إنهم لن يروا على صاحبك بزة قوم غضب الله عليهم . الشكع بالتحريك : شدة الضجر ، وقيل أغضبه . وفي الحديث : أنه دخل على عبد الرحمن بن سهيل ، وهو يجود بنفسه ، فإذا هو شكع البزة أي ضجر الهيئة والحالة وشكع شكعا : غرض وشكع شكعا : مال ، ويقال للبخيل اللئيم : شكع . والشكاعى : نبت ; قال الأزهري : رأيته بالبادية ، وهو من أحرار البقول . والشكاعى : [ ص: 118 ] شجرة صغيرة ذات شوك قيل هو مثل الحلاوى لا يكاد يفرق بينهما وزهرتها حمراء ومنبتها مثل منبت الحلاوى ، ولهما جميعا يابستين ورطبتين ، وهما كثيرتا الشوك وشوكهما ألطف من شوك الخلة ، ولهما ورق صغير مثل ورق السذاب يقع على الواحد والجمع ، وربما سلم جمعها ، وقد يقال شكاعى بالفتح ; قال ابن سيده : ولم أجد ذلك معروفا ; وقال أبو حنيفة : الشكاعى من دق النبات ، وهي دقيقة العيدان صغيرة خضراء والناس يتداوون بها ; قال عمرو بن أحمر الباهلي يذكر تداويه بها ، وقد سقي بطنه :


                                                          شربت الشكاعى والتددت ألدة وأقبلت أفواه العروق المكاويا

                                                          قال : واسمها بالفارسية جرحه ، الأخفش : شكاعاة ، فإذا صح ذلك فألفها لغير التأنيث ، قال سيبويه : هو واحد وجمع ، وقال غيره : الواحدة منها شكاعة والشكاعة : شوكة تملأ فم البعير لا ورق لها إنما هي شوك وعيدان دقاق أطرافها أيضا شوك ، وجمعها شكاع وما أدري أين شكع أي ذهب ، والسين أعلى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية