الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أمر - سبحانه وتعالى - بطاعته الموجبة للنصر؛ والأجر؛ وختم بمحبته للمحسنين؛ حذر من طاعة الكافرين المقتضية للخذلان؛ رغبة في موالاتهم؛ ومناصرتهم؛ فقال (تعالى) - واصلا بالنداء في آية الربا -: يا أيها الذين آمنوا ؛ أي: أقروا بالإيمان؛ إن تطيعوا ؛ بخضوع واستئمان؛ أو غيره؛ الذين كفروا ؛ أي: هذا الفريق منهم؛ أو غيره يردوكم على أعقابكم ؛ بتعكيس أحوالكم؛ إلى أن تصيروا مثلهم؛ ظالمين؛ كافرين؛ [ ص: 91 ] فتنقلبوا خاسرين ؛ في جميع أموركم؛ في الدارين؛ فتكونوا في غاية البعد من أحوال المحسنين؛ فتكونوا بمحل السخط من الله؛ صغرة تحت أيدي الأعداء في الدنيا؛ خالدين في العذاب في الأخرى؛ وذلك ناظر إلى قوله (تعالى) - أول ما حذر من مكر الكفار -: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب ؛ وموضح أن جميع هذه الآيات شديد اتصال بعضها ببعض؛ والله الموفق.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية