الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شكم

                                                          شكم : الشكم بالضم : العطاء ، وقيل : الجزاء ; قال ابن سيده : وأرى الشكمى لغة ، قال : ولا أحقها ، شكمه يشكمه شكما وأشكمه ; الأخيرة عن ثعلب . وفي الحديث : أن أبا طيبة حجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : اشكموه أي أعطوه أجره ; قال الشاعر :


                                                          أبلغ قتادة غير سائله جزل العطاء وعاجل الشكم

                                                          قال في تفسير الحديث : الشكم بالضم الجزاء ، والشكد العطاء بلا جزاء ، قال : وقيل : هو مثله وأصله من شكيمة اللجام كأنها تمسك فاه عن القول ، قال : ومنه حديث عبد الله بن رباح : أنه قال للراهب إني صائم ، فقال : ألا أشكمك على صومك شكمة ؟ توضع يوم القيامة مائدة وأول من يأكل منها الصائمون ; أي ألا أبشرك بما تعطى على صومك . وفي ترجمة شكب : الشكب لغة في الشكم ، وهو الجزاء ، وقيل : العطاء ، قال أبو عبيد : سمعت الأموي يقول : الشكم الجزاء ، والشكم المصدر ، وقال الكسائي : الشكم العوض ; وقال الأصمعي : الشكم والشكد العطية . الليث : الشكم النعمى . يقال : فعل فلان أمرا فشكمته أي أثبته . قال الجوهري : الشكم بالضم الجزاء ، فإذا كان العطاء ابتداء ، فهو الشكد بالدال تقول منه شكمته أي جزيته . والشكيمة من اللجام : الحديدة المعترضة في الفم . الجوهري : الشكيم والشكيمة في اللجام الحديدة المعترضة في فم الفرس التي فيها الفأس ; وقال أبو دواد :


                                                          فهي فوهاء كالجوالق فوها     مستجاف يضل فيه الشكيم

                                                          والجمع شكائم وشكيم وشكم ; الأخيرة على طرح الزائد أو على أنه جمع شكيم الذي هو جمع شكيمة ، فيكون جمع جمع . وشكمه يشكمه شكما : وضع الشكيمة في فيه . وشكمت الوالي إذا رشوته كأنك سددت فمه بالشكيمة ; وقال قوم : شكمه شكما وشكيما عضه ; قال جرير :


                                                          فأبقوا عليكم واتقوا ناب حية     أصاب ابن حمراء العجان شكيمها

                                                          قال : وأما فأس اللجم فالحديدة القائمة في الشكيمة . ويقال : فلان شديد الشكيمة إذا كان ذا عارضة وجد . ابن الأعرابي : الشكيمة قوة القلب . ابن السكيت : إنه لشديد الشكيمة إذا كان شديد النفس أنفا أبيا . وفي حديث عائشة تصف أباها رضي الله عنهما : فما برحت شكيمته في ذات الله أي شدة نفسه ، هو من ذلك ، وأصله من شكيمة اللجام فإن قوتها تدل على قوة الفرس . والشكيمة : الأنفة والانتصار من الظلم ، وهو ذو شكيمة أي عارضة وجد ، وقيل : هو أن يكون صارما حازما ، وفلان ذو شكيمة إذا كان لا ينقاد ; قال عمرو بن شاس الأسدي يخاطب امرأته في ابنه عرار :


                                                          وإن عرارا إن يكن ذا شكيمة     تعافينها منه فما أملك الشيم

                                                          ، وقوله :


                                                          أنا ابن سيار على شكيمه     إن الشراك قد من أديمه

                                                          قال : ويجوز أن يكون جمع شكيمة كما ذكر في شكيمة اللجام ، ويجوز أن يكون لغة في الشكيمة ، فيكون من باب حق وحقة ويجوز أن يكون أراد على شكيمته فحذف الهاء للضرورة ; وقول أبي صخر الهذلي :


                                                          جهم المحيا عبوس باسل شرس     ورد قساقسة رئبالة شكم

                                                          قال السكري : شكم غضوب . وشكيم القدر : عراها ; قال الراعي :


                                                          وكانت جديرا أن يقسم لحمها     إذا ظل بين المنزلين شكيمها

                                                          وشكامة وشكيم : اسمان . ومشكم بالكسر : اسم رجل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية