الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5030 ) مسألة ; قال : ( وإن خلف أخا معتقه وجد معتقه ، فالولاء بينهما نصفين ) وبهذا قال عطاء ، والليث ، ويحيى الأنصاري . ومال إليه الأوزاعي . وهو قول الشافعي . وقول الثوري وأبي يوسف

                                                                                                                                            ومحمد . والذين نزلوا الجد أبا ، جعلوا الجد أولى ، وورثوه وحده . وروي عن زيد أن المال للأخ . وهو قول مالك ، وقول للشافعي ; لأن الأخ ابن الأب ، والجد أبوه ، والابن أحق من الأب . ولنا ، أنهما عصبتان يرثان المال نصفين ، فكان الولاء بينهما نصفين ، كالأخوين . وإن ترك جد مولاه وابني أخي مولاه ، فالمال لجده . في قولهم جميعا ، إلا مالكا جعل الميراث لابن الأخ وإن سفل . وقاله الشافعي أيضا ; لأن ابن الابن وإن سفل يقدم على الأب .

                                                                                                                                            وليس هذا بصواب ; فإن ابن الأخ محجوب عن الميراث بالجد ، فكيف يقدم عليه ، ولأن الجد أولى بالمعتق من ابن الأخ ، فيرث مولاه ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم { : المولى أخ في الدين وولي نعمة . يرثه أحق الناس بالمعتق } . والدليل على أن الجد أولى أنه يرث ابن ابنه دون ابن الأخ ، فيكون أولى لقول ; النبي صلى الله عليه وسلم { : ألحقوا الفرائض بأهلها ، وما أبقت الفروض فلأولى رجل ذكر } . وفي لفظ { : فلأولى عصبة ذكر } . ولأن الجد أب ، فيقدم على ابن الأخ ، كالأب الحقيقي ، ولأنه يقدم في ميراث المال ، فقدم في الميراث بالولاء كسائر العصبات .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية