الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              976 (باب الإبراد بالصلاة في شدة الحر).

                                                                                                                              وقال النووي: (باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر، لمن يمضي إلى جماعة، ويناله الحر في طريقه).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 118- 119 ج 5 المطبعة المصرية.

                                                                                                                              [حدثني محمد بن المثنى. ، حدثنا محمد بن جعفر. ، حدثنا شعبة. قال سمعت مهاجرا (أبا الحسن) يحدث، أنه سمع زيد بن وهب يحدث عن أبي ذر. قال: أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبرد أبرد". أو قال: "انتظر انتظر". وقال: "إن شدة الحر من فيح جهنم. فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة".

                                                                                                                              قال أبو ذر : حتى رأينا فيء التلول] .

                                                                                                                              [ ص: 153 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 153 ] (الشرح) .

                                                                                                                              (عن أبي ذر) رضي الله عنه (قال: أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم "بالظهر" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبرد، أبرد"، أو قال: "انتظر، انتظر". وقال: "إن شدة الحر من فيح جهنم".).

                                                                                                                              بفتح الفاء وإسكان الياء. أي: سطوع حرها، وانتشارها، وغليانها.

                                                                                                                              "فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة").

                                                                                                                              وفي حديث أبي هريرة عند مسلم (قال صلى الله عليه وسلم: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم").

                                                                                                                              وفي آخر عنه عنده: "إذا كان اليوم الحار فأبردوا بالصلاة".

                                                                                                                              وفي لفظ: "إن هذا الحر من فيح جهنم فأبردوا بالصلاة".

                                                                                                                              وفي آخر: "أبردوا عن الحر في الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم".

                                                                                                                              وبالصلاة، وعن الصلاة: بمعنى.

                                                                                                                              "وعن" تطلق بمعنى الباء. كما يقال: رميت عن القوس. أي بها. واختلف أهل العلم في الجمع بين هذا الحديث، والحديث المتقدم.

                                                                                                                              فقال المحققون: "الإبراد" رخصة" "والتقديم" أفضل. واعتمدوا حديث "خباب" وهو الصحيح المختار، وحملوا حديث "الإبراد" على [ ص: 154 ] الترخيص والتخفيف في التأخير. وهو الراجح والصواب في هذا الباب كما تقدم.

                                                                                                                              وقال النووي: الصحيح استحباب "الإبراد". وبه قال جمهور العلماء، وجمهور الصحابة، لكثرة الأحاديث الصحيحة فيه، المشتملة على فعله، والأمر به، في مواطن كثيرة، ومن جهة جماعة من الصحابة انتهى.

                                                                                                                              (قال أبو ذر: حتى رأينا فيء التلول) جمع "تل" وهو معروف "والفيء" لا يكون إلا بعد الزوال.

                                                                                                                              وأما الظل؛ فيطلق على ما قبل الزوال وبعده.

                                                                                                                              هذا قول أهل اللغة.

                                                                                                                              والمعنى: أنه: أخر تأخيرا كثيرا حتى صار للتلول " فيء" "والتلول" منبطحة غير منتصبة، ولا يصير لها فيء في العادة إلا بعد زوال الشمس بكثير.

                                                                                                                              والجمع والترجيح قد سبقا.




                                                                                                                              الخدمات العلمية