الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن أبي الطيب

                                                                                      الإمام العلامة ، المفسر الأوحد أبو الحسن ، علي بن أبي الطيب ; عبد الله بن أحمد النيسابوري .

                                                                                      له تفسير في ثلاثين مجلدا ، وآخر في عشرة ، وضعه في ثلاث مجلدات . وكان يملي ذلك من حفظه ، وما خلف من الكتب سوى أربع مجلدات ، إلا أنه كان آية في الحفظ مع الورع والعبادة والتأله .

                                                                                      قيل : إنه حمل إلى السلطان محمود بن سبكتكين ليسمع وعظه ، فلما [ ص: 174 ] دخل جلس بلا إذن وأخذ في رواية حديث بلا أمر ، فتنمر له السلطان ، وأمر غلاما فلكمه لكمة أطرشته ، فعرفه بعض الحاضرين منزلته في الدين والعلم ، فاعتذر إليه وأمر له بمال ، فامتنع ، فقال : يا شيخ إن للملك صولة ، وهو محتاج إلى السياسة ، ورأيت أنك تعديت الواجب ، فاجعلني في حل . قال : الله بيننا بالمرصاد ، وإنما أحضرتني للوعظ ، وسماع أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وللخشوع لا لإقامة قوانين الرئاسة . فخجل الملك واعتنقه .

                                                                                      ذكره ياقوت في " تاريخ الأدباء " وقال : توفي في شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة بسانزوار .

                                                                                      قلت : رتبة محمود رفيعة في الجهاد وفتح الهند وأشياء مليحة ، وله هنات ، هذه منها ، وقد ندم واعتذر ، فنعوذ بالله من كل متكبر جبار . وقد رأينا الجبارين المتمردين الذين أماتوا الجهاد ، وطغوا في البلاد ، فواحسرة على العباد .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية