الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شمر

                                                          شمر : شمر يشمر شمرا وانشمر وشمر وتشمر : مر جادا . وتشمر للأمر : تهيأ . وانشمر للأمر : تهيأ له ; وفي حديث سطيح :


                                                          شمر فإنك ماضي العزم شمير

                                                          هو بالكسر والتشديد من التشمر في الأمر والتشمير ، وهو الجد فيه والاجتهاد ، وفعيل من أبنية المبالغة . ويقال : شمر الرجل وتشمر وشمر غيره إذا كمشه في السير والإرسال ; وأنشد :


                                                          فشمرت وانصاع شمري

                                                          شمرت : انكمشت يعني الكلاب . والشمري : المشمر . الفراء : الشمري الكيس في الأمور المنكمش بفتح الشين والميم . ورجل شمر وشمير وشمري وشمري بالكسر : ماض في الأمور والحوائج مجرب ، وأكثر ذلك في الشعر ; وأنشد :


                                                          قد شمرت عن ساق شمري

                                                          وأنشد أيضا لآخر :


                                                          ليس أخو الحاجات إلا الشمري     والجمل البازل والطرف القوي

                                                          قال أبو بكر : في الشمري ثلاثة أقوال : قال قوم : الشمري الحاد النحرير ; وأنشد :


                                                          ولين الشيمة شمري     ليس بفحاش ولا بذي

                                                          وقال أبو عمرو : الشمري المنكمش في الشر والباطل المتجرد لذلك ، وهو مأخوذ من التشمير ، وهو الجد والانكماش ; وقيل : الشمري الذي يمضي لوجهه ويركب رأسه لا يرتدع . وقد انشمر لهذا الأمر وشمر : أراده . وقال المؤرج : رجل شمر أي زول بصير نافذ في كل شيء ; وأنشد :


                                                          قد كنت سفسيرا قذوما شمرا

                                                          قذوم بالذال والدال معا ، قال : والشمر السخي الشجاع . والشمر : تقليص الشيء . وشمر الشيء فتشمر : قلصه فتقلص . وشمر الإزار والثوب تشميرا : رفعه ، وهو نحو ذلك . ويقال : شمر عن ساقه وشمر في أمره أي خف ، ورجل شمري كأنه منسوب إليه . والشمر : تشميرك الثوب إذا رفعته . وكل قالص ، فإنه متشمر حتى يقال لثة متشمرة لازقة بأسناخ الأسنان . ويقال أيضا : لثة شامرة وشفة شامرة . والشمر : الاختيال في المشي . يقال : مر فلان يشمر شمرا . وشفة شامرة ومشمرة : قالصة . وشاة شامرة : انضم ضرعها إلى بطنها من غير فعل . الأصمعي : التشمير الإرسال ، من قولهم : شمرت السفينة أرسلتها . وشمرت السهم : أرسلته . ابن سيده : شمر الشيء أرسله ; وخص ابن الأعرابي به السفينة والسهم ; قال الشماخ يذكر أمرا نزل به :


                                                          أرقت له في القوم والصبح ساطع     كما سطع المريخ شمره الغالي

                                                          ويقال : شمر إبله وأشمرها إذا أكمشها وأعجلها ; وأنشد :


                                                          لما ارتحلنا وأشمرنا ركائبنا     ودون دارك للجوي تلغاط

                                                          ومن أمثالهم : شمر ذيلا وادرع ليلا أي قلص ذيله . وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قال : لا يقر أحد أنه كان يطأ وليدته إلا ألحقت به ولدها فمن شاء فليمسكها ومن شاء فليسمرها ; قال أبو عبيدة : هكذا الحديث بالسين ، قال : وسمعت الأصمعي يقول أعرفه التشمير بالشين ، وهو الإرسال ; قال : وأراه من قول الناس شمرت السفينة أرسلتها ; فحولت الشين إلى السين ، وقال أبو عبيد : الشين كثير في الشعر وغيره ; وأنشد بيت الشماخ : شمره الغالي . قال شمر : تشمير السهم حفزه وإكماشه وإرساله . قال أبو عبيد : وأما السين فلم أسمعه في شيء من الكلام إلا في هذا الحديث ، قال : ولا أراها إلا تحويلا ، كما قالوا : الروسم ، وهو في الأصل بالشين ، وكما قالوا : شمت العاطس وسمته . وفي حديث ابن عباس : فلم يقرب الكعبة ولكن شمر إلى ذي المجاز أي قصد وصمم وأرسل إبله نحوها . وشر شمر بكسر الشين وتشديد الراء ، بوزن رجل عفر : وهو الموثق الخلق المصحح الشديد ، ومعنى شر شمر إذا كان شديدا يتشمر فيه عن الساعدين . وقالوا : شرا شمرا وشمرا إتباع لقولك شرا . ابن سيده : والشمر ملك من ملوك اليمن ، يقال إنه غزا مدينة الصغد فهدمها فسميت شمركند وعربت بسمرقند ، وقال بعضهم : بل هو بناها فسميت شمركنت وعربت سمرقند . وشمر : اسم ناقة من الاستعداد والسير ; قال ابن سيده : وشمر اسم ناقة الشماخ ; قال :


                                                          ولما رأيت الأمر عرش هوية     تسليت حاجات الفؤاد بشمرا

                                                          وقال كراع : شمر اسم ناقة عدلها بجلق وحمص . والشمرية : الناقة السريعة . وانشمر الفرس : أسرع . وناقة شمير ، مثال فسيق ، أي سريعة . وفي حديث عوج مع موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام : أن الهدهد جاء بالشمور فجاءت الصخرة على قدر رأس إبرة ; قال ابن الأثير : قال الخطابي : لم أسمع فيه شيئا أعتمده وأراه الألماس يعني الذي يثقب به الجوهر ، وهو فعول من الانشمار والاشتمار : المضي والنفوذ . وشمر : اسم فرس ; قال :


                                                          أبوك حباب سارق الضيف برده     وجدي يا عباس فارس شمرا

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية