الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في شهادة الزور

                                                                                                          2299 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن معاوية عن سفيان بن زياد الأسدي عن فاتك بن فضالة عن أيمن بن خريم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فقال يا أيها الناس عدلت شهادة الزور إشراكا بالله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور قال أبو عيسى وهذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد واختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد ولا نعرف لأيمن بن خريم سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن سفيان بن زياد الأسدي ) ويقال ابن دينار العصفري ، ويكنى أبا الورقاء الأحمري أو الأسدي ، كوفي ثقة من السادسة ( عن فاتك بن فضالة ) بن شريك الأسدي الكوفي ، مجهول الحال من السادسة ( عن أيمن بن خريم ) بالمعجمة ثم الراء مصغرا ابن الأخرم الأسدي هو أبو عطية الشامي الشاعر مختلف في صحبته ، قال العجلي : تابعي ثقة وقال في تهذيب التهذيب : روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في شهادة الزور ، وعن أبيه وعمه ، وعنه فاتك بن فضالة .

                                                                                                          قوله : ( عدلت شهادة الزور إشراكا بالله ) أي جعلت الشهادة الكاذبة مماثلة للإشراك بالله في الإثم لأن الشرك كذب على الله بما لا يجوز ، وشهادة الزور كذب على العبد بما لا يجوز وكلاهما غير واقع في الواقع ، قال الطيبي : والزور من الزور والازورار وهو الانحراف وإنما ساوى قول الزور الشرك لأن الشرك من باب الزور فإن المشرك زعم أن الوثن يستحق العبادة ( ثم قرأ ) أي استشهادا واعتضادا ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) من بيانية أي النجس الذي هو الأصنام ( واجتنبوا قول الزور ) أي قول الكذب الشامل لشهادة الزور ، قال الطيبي : وفي التنزيل عطف قول الزور على عبادة الأوثان وكرر الفعل استقلالا فيما هو مجتنب عنه في كونهما من وادي الرجس الذي يجب أن يجتنب عنه ، وكأنه قال فاجتنبوا عبادة الأوثان التي هي رءوس الرجس ، واجتنبوا قول الزور كله ، ولا تقربوا شيئا منه لتماديه في القبح والسماجة ، وما ظنك بشيء من قبيل عبادة الأوثان ، وسمي الأوثان رجسا على طريق التشبيه يعني إنكم كما تنفرون بطباعكم عن الرجس وتجتنبونه فعليكم أن تنفروا من شبيه الرجس مثل تلك النفرة .

                                                                                                          [ ص: 482 ] قوله : ( وقد اختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد ) ، قال الحافظ في تهذيب التهذيب بعد نقل كلام الترمذي هذا ما لفظه : وقد رواه جماعة عن سفيان بن زياد عن أبيه عن حبيب بن النعمان عن خريم بن فاتك واستصوبه ابن معين وقال إن مروان بن معاوية لم يقم إسناده ، انتهى ، وحديث أيمن بن خريم هذا في سنده فاتك بن فضالة ، وهو مجهول كما عرفت وأخرجه أيضا أحمد وأخرجه أبو داود وابن ماجه عن خريم بن فاتك وهو صحابي ، قال في التقريب : خريم بالتصغير بن فاتك الأسدي أبو يحيى وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك نسب لجد جده ، صحابي شهد الحديبية ، ولم يصح أنه شهد بدرا مات في الرقة في خلافة معاوية .




                                                                                                          الخدمات العلمية