الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ومزاجه من تسنيم [27] عينا يشرب بها المقربون [28] في نصب عين خمسة أقوال:

                                                                                                                                                                                                                                        قول الأخفش : إنها منصوبة بـ( يسقون ).

                                                                                                                                                                                                                                        وقال محمد بن يزيد : حكاه لنا علي بن سليمان : لا يصح لي أن تكون منصوبة إلا بمعنى أعني.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الفراء : أي من تسنيم عين، ثم نونت فتنصب، مثل: ( أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة ).

                                                                                                                                                                                                                                        والقول الرابع: (تسنيم عينا).

                                                                                                                                                                                                                                        والقول الخامس أن يكون تسنيم اسما للماء معرفة، وعين نكرة فنصب لذلك.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وهذا القول أولى بالصواب؛ لأنه صحيح على قول أهل التأويل، كما قرأ محمد بن جعفر ، عن حفص بن يوسف بن موسى ، ثنا سلمة ، ثنا نهشل ، عن الضحاك ، قال: تسنيم عين تتسنم من أعلى الجنة، ليس في الجنة عين أشرف منها.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وقول مجاهد أيضا [ ص: 183 ] يدل على هذا، قال: تسنيم علو، وكذا الاشتقاق، يقال: تسنمت الماء أتسنمه تسنيما إذا أجريته من موضع عال، وقبر مسنم أي مرتفع، ومن هذا سنام البعير. فإن قال قائل: فلم انصرف تسنيم وهو معرفة اسم للمؤنث؟ قيل: تقديره أنه اسم لمذكر للماء الجاري من ذلك الموضع العالي، ومعنى ( عينا ) جاريا، فقد صارت في موضع الحال.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية