الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في أحد المتفاوضين يبضع البضاعة ثم يموت أحدهما قلت : أرأيت إن أبضع أحد المتفاوضين مع رجل دنانير من مال الشركة ليشتري بها سلعة من السلع ، فمات أحد الشريكين وعلم بذلك المبضع معه ؟ فقال : إن كان قد علم أن المال الذي أبضعه معه من شركتهما ، فلا يشتري به شيئا ويرده على الباقي وعلى الورثة . [ ص: 621 ] قلت : وسواء إن كان الذي دفع البضاعة هو الميت أو هو الحي منهما ؟ قال : نعم ، ذلك سواء . قلت : ولم نهيته أن يشتري بها والذي أبضع ذلك معه هو حي ؟ قال : لأن الشركة قد انقطعت بين الحي والميت ، وصار المال للورثة .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن لم يكن مات واحد منهما ، ولكن افترقا وعلم بذلك المبضع معه ؟ قال : يشتري بما أبضع معه ، ولا يشبه افتراقهما في الشركة موت أحدهما ، لأنهما إذا افترقا فإنما يقع ما اشترى المبضع معه لهما ، وفي الموت إنما يقع للورثة ، والورثة لم يأمروه بذلك . قلت : وهذا قول مالك ؟ قال : لم أسمعه من مالك ، ولكن هذا أحسن ما سمعت .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية