الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (184) قوله تعالى : فقد كذب رسل : ليس جوابا للشرط ، بل الجواب محذوف أي : فتسل "ونحوه ، لأن هذا قد مضى وتحقق ، وفيه [ ص: 519 ] كلام طويل تقدم لك نظيره . والجملة من " جاءوا "في محل رفع صفة لـ " رسل "و " من قبلك "متعلق بـ " كذب " . والباء في " بالبينات "تحتمل الوجهين كنظيرتها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ جمهور الناس : " والزبر والكتاب "من غير ذكر باء الجر ، وقرأ ابن عامر : " وبالزبر "بإعادتها ، وهشام وحده عنه : " وبالكتاب "بإعادتها أيضا ، وهي في مصاحف الشاميين كقراءة ابن عامر - رحمه الله - . والخطب فيه سهل ، فمن لم يأت بها اكتفى بالعطف ، ومن أتى بها كان ذلك تأكيدا .

                                                                                                                                                                                                                                      والزبر : جمع زبور بالفتح ، ويقال : زبور بالضم أيضا ، وهل هما بمعنى واحد أو مختلفان ؟ سيأتي الكلام عليهما في قوله : وآتينا داود زبورا في النساء .

                                                                                                                                                                                                                                      واشتقاق اللفظة من " زبرت "أي : كتبت ، وزبرته قرأته ، وزبرته : حسنت كتابته ، وزبرته : زجرته ، فزبور بالفتح فعول بمعنى مفعول كالركوب بمعنى المركوب ، والحلوب بمعنى المحلوب ، قال امرؤ القيس :


                                                                                                                                                                                                                                      1503 - لمن طلل أبصرته فشجاني كخط زبور في عسيب يماني



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : اشتقاق اللفظ من الزبرة ، وهي قطعة الحديد المتروكة بحالها . و " المنير "اسم فاعل من أنار أي : أضاء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية