الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينـزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين

                                                                                                                                                                                                                                      151 - سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب (الرعب) شامي، وعلي. وهما لغتان. قيل: قذف الله في قلوب المشركين الخوف يوم أحد، فانهزموا إلى مكة من غير سبب، ولهم القوة والغلبة. بما أشركوا بالله بسبب إشراكهم، أي:كان السبب في إلقاء الله الرعب في قلوبهم إشراكهم به ما لم ينـزل به سلطانا آلهة لم ينزل الله بإشراكها حجة، ولم يرد أن هناك حجة إلا أنها تنزل عليهم; لأن الشرك لا يستقيم أن تقوم عليه حجة، وإنما المراد: نفي الحجة ونزولها جميعا، كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      ولا ترى الضب بها ينجحر



                                                                                                                                                                                                                                      أي: ليس بها ضب فينجحر، ولم يعن: أن بها ضبا ولا ينجحر ومأواهم مرجعهم النار وبئس مثوى الظالمين النار فالمخصوص بالذم محذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية