الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 323 ] وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون

                                                                                                                                                                                                في السماوات : متعلق بمعنى اسم الله ; كأنه قيل : وهو المعبود فيها ، ومنه قوله : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله [الزخرف : 84] أو : وهو المعروف بالإلهية أو المتوحد بالإلهية فيها ، أو : هو الذي يقال له : " الله " فيها ، لا يشرك به في هذا الاسم ، ويجوز أن يكون : الله في السماوات خبر بعد خبر ، على معنى : أنه الله ، وأنه في السماوات والأرض ، بمعنى : أنه عالم بما فيهما ، لا يخفى عليه منه شيء ; كأن ذاته فيهما .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : كيف موقع قوله : يعلم سركم وجهركم ؟ قلت : إن أردت التوحد بالإلهية كان تقريرا له ; لأن الذي استوى في علمه السر والعلانية هو الله وحده ; وكذلك : إذا جعلت في السماوات خبرا بعد خبر ; وإلا فهو كلام مبتدأ بمعنى : هو يعلم سركم وجهركم ، أو خبر ثالث ويعلم ما تكسبون : من الخير والشر ، ويثيب عليه ، ويعاقب .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية