الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (16) قوله: فقدر عليه : قرأ ابن عامر بتشديد الدال، والباقون بتخفيفها، وهما لغتان بمعنى واحد، ومعناهما التضييق. ومن التخفيف قوله: الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، ومن قدر عليه رزقه .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: أكرمن ، أهانن قرأ نافع بإثبات ياءيهما وصلا وحذفهما وقفا، من غير خلاف عنه، والبزي عن ابن كثير يثبتهما في الحالين، [ ص: 789 ] وأبو عمرو اختلف عنه في الوصل فروي عنه الإثبات والحذف، والباقون يحذفونهما في الحالين، وعلى الحذف قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      4567- ومن كاشح طاهر عمره إذا ما انتسبت له أنكرن



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: أنكرني. وقال الزمخشري : "فإن قلت: هلا قال: فأهانه وقدر عليه رزقه، كما قال: فأكرمه ونعمه. قلت: لأن البسط إكرام من الله تعالى لعبده بإنعامه عليه متفضلا من غير سابقة. وأما التقدير فليس بإهانة له; لأن الإخلال بالتفضل لا يكون إهانة، كما إذا أهدى لك زيد هدية تقول: أكرمني، فإذا لم يهد لك شيئا لا يكون مهينا لك".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية