الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قبله أي: من قبل القرآن وهو خبر لقوله تعالى: كتاب موسى قيل: والجملة حالية أو مستأنفة وأيا [ ص: 82 ] ما كان; فهو لرد قولهم: هذا إفك قديم، وإبطاله فإن كونه مصدقا لكتاب موسى مقرر لحقيته قطعا. إماما ورحمة حالان من كتاب موسى أي: إماما يقتدى به في دين الله تعالى وشرائعه كما يقتدى بالإمام ورحمة من الله تعالى لمن آمن به وعمل بموجبه. وهذا الذي يقولون في حقه ما يقولون. كتاب عظيم الشأن. مصدق أي: لكتاب موسى الذي هو إمام ورحمة أو لما من بين يديه من جميع الكتب الإلهية وقد قرئ كذلك. لسانا عربيا حال من ضمير الكتاب في "مصدق" أو من نفسه لتخصصه بالصفة وعاملها معنى الإشارة وعلى الأول مصدق. وقيل: مفعول لـ"مصدق" أي: يصدق ذا لسان عربي. لينذر الذين ظلموا متعلق بـ"مصدق" وفيه ضمير الكتاب أو الله أو الرسول عليه الصلاة والسلام ويؤيد الأخير القراءة بتاء الخطاب. وبشرى للمحسنين في حيز النصب عطفا على محل " لينذر".وقيل: في محل الرفع على أنه خبر مبتدأ مضمر أي: وبشرى. وقيل: على أنه عطف على "مصدق".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية