الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (8) قوله : قد أفلح : فيه وجهان، أحدهما: أنه جواب القسم، والأصل: لقد، وإنما حذفت لطول الكلام. والثاني: أنه ليس [ ص: 21 ] بجواب وإنما جيء به تابعا لقوله فألهمها فجورها وتقواها على سبيل الاستطراد، وليس من جواب القسم في شيء، فالجواب محذوف تقديره: ليدمدمن الله عليهم، أي: على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود لتكذيبهم صالحا صلى الله عليه وسلم، قال معناه الزمخشري، وقدره غيره: لتبعثن.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: طحاها ، أي: دحاها، وقد تقدم معناه. وفيه لغتان، يقال: طحا يطحو وطحى يطحي. ويجيء طحا بمعنى ذهب، قال علقمة:


                                                                                                                                                                                                                                      4579 – طحا بك قلب في الحسان طروب بعيد الشباب عصر حان مشيب



                                                                                                                                                                                                                                      ويقال: طحا بمعنى ارتفع. وفي أقسامهم: "ولا والقمر الطاحي" ، أي: المرتفع. وفاعل "زكاها" و "دساها" الظاهر أنه ضمير "من". وقيل: ضمير الباري تعالى، أي: من زكاها الله، ومن دساها الله، أي: من زكى الله نفسه. وأنحى الزمخشري على صاحب هذا القول لمنافرته مذهبه، والحق أنه خلاف الظاهر، لا لما قال الزمخشري، بل لمنافرة نظمه للاحتياج إلى عود الضمير على النفس مقيدة بإضافتها إلى ضمير "من".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية