الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب منه

                                                                                                          2343 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عمر بن يونس هو اليمامي حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا شداد بن عبد الله قال سمعت أبا أمامة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وشداد بن عبد الله يكنى أبا عمار

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عمر بن يونس ) بن القاسم الحنفي أبو حفص اليمامي الجرشي ثقة من التاسعة ( أخبرنا عكرمة بن عمار ) العجلي أبو عمار اليمامي أصله من البصرة صدوق يغلط . وفي روايته عن يحيى بن كثير اضطراب ، ولم يكن له كتاب من الخامسة ( أخبرنا شداد بن عبد الله ) القرشي أبو عمار الدمشقي ثقة يرسل من الرابعة .

                                                                                                          قوله : ( إنك إن تبذل الفضل ) أي إنفاق الزيادة على قدر الحاجة والكفاف فإن مصدرية مع مدخولها مبتدأ خبره ( خير لك ) أي في الدنيا والأخرى ( وإن تمسكه ) أي ذلك الفضل وتمنعه . قال النووي قوله -صلى الله عليه وسلم- : ( إنك أن تبذل الفضل خير لك ، وأن تمسكه شر لك ) ، هو بفتح همزة أن معناه : إن بذلت الفاضل عن حاجتك وحاجة عيالك فهو خير لك لبقاء ثوابه ، وإن أمسكته فهو شر لك ؛ لأنه إن أمسك عن الواجب استحق العقاب عليه ، وإن أمسك عن المندوب فقد نقص ثوابه وفوت مصلحة نفسه في آخرته وهذا كله شر ، انتهى . ( ولا تلام على كفاف ) بالفتح وهو من الرزق القوت وهو ما كف عن الناس وأغنى عنهم . والمعنى لا تذم على حفظه وإمساكه أو على تحصيله وكسبه ، ومفهومه إنك إن حفظت أكثر من ذلك ولم تتصدق بما فضل عنك فأنت مذموم وبخيل وملوم ، قاله القاري . وقال النووي : معنى لا تلام على كفاف أن قدر الحاجة لا لوم على صاحبه وهذا إذا لم يتوجه في [ ص: 7 ] الكفاف حق شرعي كمن كان له نصاب زكوي ووجبت الزكاة بشروطها ، وهو محتاج إلى ذلك النصاب لكفافه وجب عليه إخراج الزكاة ويحصل كفايته من جهة مباحة انتهى . ( وابدأ ) أي ابتدئ في إعطاء الزائد على قدر الكفاف ( بمن تعول ) أي بمن تمونه ويلزمك نفقته . قال النووي فيه تقديم نفقة نفسه وعياله ؛ لأنها منحصرة فيه بخلاف نفقة غيرهم . وفيه الابتداء بالأهم فالأهم في الأمور الشرعية ( اليد العليا ) أي المنفقة ( خير من اليد السفلى ) أي السائلة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم في الزكاة .




                                                                                                          الخدمات العلمية