الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون ( 5 ) )

يقول تبارك وتعالى ( واختلاف الليل والنهار ) أيها الناس ، وتعاقبهما عليكم ، هذا بظلمته وسواده وهذا بنوره وضيائه ( وما أنزل الله من السماء من رزق ) وهو الغيث الذي به تخرج الأرض أرزاق العباد وأقواتهم ، وإحيائه الأرض بعد موتها : يقول : فأنبت ما أنزل من السماء من الغيث ميت الأرض ، حتى اهتزت بالنبات والزرع من بعد موتها ، يعني : من بعد جدوبها وقحوطها ومصيرها دائرة لا نبت فيها ولا زرع .

وقوله ( وتصريف الرياح ) يقول : وفي تصريفه الرياح لكم شمالا مرة ، وجنوبا أخرى ، وصبا أحيانا ، ودبورا أخرى لمنافعكم .

وقد قيل : عنى بتصريفها بالرحمة مرة ، وبالعذاب أخرى .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله ( وتصريف الرياح ) قال : تصريفها إن شاء جعلها رحمة; وإن شاء جعلها عذابا .

وقوله ( آيات لقوم يعقلون ) يقول - تعالى ذكره - : في ذلك أدلة وحجج لله على خلقه ، لقوم يعقلون عن الله حججه ، ويفهمون عنه ما وعظهم به من [ ص: 62 ] الآيات والعبر .

التالي السابق


الخدمات العلمية