الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون

                                                                                                                                                                                                                                      20 - ويوم يعرض الذين كفروا على النار ؛ عرضهم على النار تعذيبهم بها؛ من قولهم: "عرض بنو فلان على السيف"؛ إذا قتلوا به؛ وقيل: المراد عرض النار عليهم؛ من قولهم: "عرضت الناقة على الحوض"؛ يريدون عرض الحوض عليها؛ فقلبوا؛ أذهبتم ؛ أي: يقال لهم: أذهبتم؛ وهو ناصب الظرف؛ طيباتكم في حياتكم الدنيا ؛ أي: ما كتب لكم حظ من الطيبات؛ إلا ما قد أصبتموه في دنياكم؛ وقد ذهبتم به؛ وأخذتموه؛ فلم يبق لكم بعد استيفاء حظكم شيء منها؛ وعن عمر - رضي الله عنه -: "لو شئت لكنت أطيبكم طعاما؛ وأحسنكم لباسا؛ ولكني أستبقي طيباتي"؛ واستمتعتم بها ؛ بالطيبات؛ فاليوم تجزون عذاب الهون ؛ أي: الهوان؛ وقرئ به؛ بما كنتم تستكبرون ؛ تتكبرون؛ في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ؛ أي: باستكباركم؛ وفسقكم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية