الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين

                                                                                                                                                                                                                                      29 - وإذ صرفنا إليك نفرا ؛ أملناهم إليك؛ وأقبلنا بهم نحوك؛ و"النفر": دون العشرة؛ من الجن ؛ جن نصيبين؛ يستمعون القرآن ؛ منه - عليه الصلاة والسلام -؛ فلما حضروه ؛ أي: الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ أو القرآن؛ أي: كانوا منه بحيث يسمعون؛ قالوا ؛ أي: قال بعضهم لبعض؛ أنصتوا ؛ اسكتوا مستمعين؛ روي أن الجن كانت تسترق السمع؛ فلما حرست السماء ورجموا بالشهب؛ قالوا: ما هذا إلا لنبإ حدث؛ فنهض سبعة نفر؛ أو تسعة؛ من أشراف جن [ ص: 318 ] نصيبين؛ أو نينوى؛ منهم زوبعة؛ فضربوا حتى بلغوا تهامة ثم اندفعوا إلى وادي نخلة؛ فوافوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم في جوف الليل يصلي؛ أو في صلاة الفجر؛ فاستمعوا لقراءته؛ وعن سعيد بن جبير: "ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجن؛ ولا رآهم؛ وإنما كان يتلو في صلاته؛ فمروا به؛ فوقفوا مستمعين؛ وهو لا يشعر؛ فأنبأه الله باستماعهم"؛ وقيل: بل الله أمر رسوله أن ينذر الجن؛ ويقرأ عليهم؛ فصرف إليه نفرا منهم؛ فقال: "إني أمرت أن أقرأ على الجن الليلة؛ فمن يتبعني؟"؛ قالها ثلاثا؛ فأطرقوا إلا عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -؛ قال: "لم يحضره ليلة الجن أحد غيري؛ فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة في شعب الحجون؛ فخط لي خطا؛ وقال: "لا تخرج منه حتى أعود إليك"؛ ثم افتتح القرآن؛ وسمعت لغطا شديدا؛ فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل رأيت شيئا؟"؛ قلت: نعم؛ رجالا سودا؛ فقال: "أولئك جن نصيبين؛ وكانوا اثني عشر ألفا"؛ والسورة التي قرأها عليهم: اقرأ باسم ربك فلما قضي ؛ أي: فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من القراءة؛ ولوا إلى قومهم منذرين ؛ إياهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية