الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (194) قوله تعالى : على رسلك : فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه متعلق بـ "وعدتنا " قال الزمخشري : "على " هذه صلة للوعد في قولك : "وعد الله الجنة على الطاعة " والمعنى : ما وعدتنا في تصديق رسلك . والثاني : أن تتعلق بمحذوف على أنها حال من المفعول وقدره الزمخشري بقوله : "منزلا على رسلك ، أو محمولا على رسلك ؛ لأن الرسل محملون ذلك : فإنما عليه ما حمل . ورد الشيخ عليه بأن الذي قدره محذوفا كون مقيد ، وقد علم من القواعد أن الظرف والجار إذا وقعا حالين أو وصفين أو خبرين أو صلتين تعلقا بكون مطلق ، والجار هنا وقع حالا فكيف يقدر متعلقه كونا مقيدا وهو " منزل "أو " محمول " ؟ الثالث : ذكره أبو البقاء [ ص: 538 ] أن تتعلق " على " بـ " آتنا " ، وقدر مضافا محذوفا فقال : " على ألسنة رسلك "وهو حسن .

                                                                                                                                                                                                                                      والميعاد : اسم مصدر بمعنى الوعد . و " يوم القيامة "فيه وجهان ، أحدهما : أنه منصوب بـ " لا تخزنا " ، والثاني : أجازه الشيخ أن يكون من باب الإعمال ؛ إذ يصلح أن يكون منصوبا بـ " لا تخزنا "وبـ " آتنا ما وعدتنا "إذا كان الموعود به الجنة . وقرأ الأعمش : " رسلك "بسكون السين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية