الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون

                                                                                                                                                                                                                                      35 - فاصبر كما صبر أولو العزم ؛ أولو الجد؛ والثبات؛ والصبر؛ من الرسل ؛ "من"؛ للتبعيض؛ والمراد بـ أولو العزم ؛ ما ذكر في "الأحزاب": وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ؛ ويونس ليس منهم؛ لقوله: ولا تكن كصاحب الحوت ؛ وكذا آدم؛ لقوله: ولم نجد له عزما ؛ أو للبيان؛ فيكون "أولو العزم"؛ صفة [ ص: 320 ] الرسل كلهم؛ ولا تستعجل لهم ؛ لكفار قريش بالعذاب؛ أي: لا تدع لهم بتعجيله؛ فإنه نازل بهم لا محالة؛ وإن تأخر؛ كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ؛ أي: إنهم يستقصرون حينئذ مدة لبثهم في الدنيا؛ حتى يحسبوها ساعة من نهار؛ بلاغ ؛ هذا بلاغ؛ أي: هذا الذي وعظتم به كفاية في الموعظة؛ أو هذا تبليغ من الرسول؛ فهل يهلك ؛ هلاك عذاب؛ والمعنى: فلن يهلك بعذاب الله إلا القوم الفاسقون ؛ أي: المشركون؛ الخارجون عن الاتعاظ به؛ والعمل بموجبه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية