ولما بين لهم ما يكون ممن تثاقل عن أمر الله؛ لأن الملك لا يطرق احتمالا في شيء إلا وهو واقع فرقا بين كلامه وكلام غيره، فكيف بملك الملوك المحيط بكل شيء قدرة وعلما، بين حالهم الذي أنتج لهم ذلك، فقال ملتفتا عنهم إيذانا بالغضب مخاطبا لمن جبل على الشفقة على خلق الله والرحمة لهم إعلاما له بأن هؤلاء قد تحتم شقاؤهم فليسوا بأهل للشفاعة فيهم ولا للأسى عليهم: nindex.php?page=treesubj&link=18042_30525_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23أولئك أي البعداء البغضاء nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23الذين لعنهم الله أي: طردهم أشد الطرد الملك الأعظم لما ذكر من إفسادهم وتقطيعهم; ثم سبب عن لعبهم قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23فأصمهم عن الانتفاع بما يسمعون nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23وأعمى أبصارهم عن الارتفاق بما يبصرون، [ ص: 243 ] فليس سماعهم سماع ادكار، ولا إبصارهم إبصار اعتبار، فلا سماع لهم ولا إبصار.

وَلَمَّا بَيَّنَ لَهُمْ مَا يَكُونُ مِمَّنْ تَثَاقَلَ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ؛ لِأَنَّ الْمَلِكَ لَا يَطْرُقُ احْتِمَالًا فِي شَيْءٍ إِلَّا وَهُوَ وَاقِعٌ فَرْقًا بَيْنَ كَلَامِهِ وَكَلَامِ غَيْرِهِ، فَكَيْفَ بِمَلِكِ الْمُلُوكِ الْمُحِيطِ بِكُلِّ شَيْءٍ قُدْرَةً وَعِلْمًا، بَيَّنَ حَالَهُمُ الَّذِي أَنْتَجَ لَهُمْ ذَلِكَ، فَقَالَ مُلْتَفِتًا عَنْهُمْ إِيذَانًا بِالْغَضَبِ مُخَاطِبًا لِمَنْ جُبِلَ عَلَى الشَّفَقَةِ عَلَى خَلْقِ اللَّهِ وَالرَّحْمَةِ لَهُمْ إِعْلَامًا لَهُ بِأَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ تَحَتَّمَ شَقَاؤُهُمْ فَلَيْسُوا بِأَهْلٍ لِلشَّفَاعَةِ فِيهِمْ وَلَا لِلْأَسَى عَلَيْهِمْ: nindex.php?page=treesubj&link=18042_30525_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23أُولَئِكَ أَيِ الْبُعَدَاءُ الْبُغَضَاءُ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ أَيْ: طَرَدَهُمْ أَشَدَّ الطَّرْدِ الْمَلِكُ الْأَعْظَمُ لِمَا ذُكِرَ مِنْ إِفْسَادِهِمْ وَتَقْطِيعِهِمْ; ثُمَّ سَبَّبَ عَنْ لَعِبِهِمْ قَوْلَهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23فَأَصَمَّهُمْ عَنِ الِانْتِفَاعِ بِمَا يَسْمَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ عَنِ الِارْتِفَاقِ بِمَا يُبْصِرُونَ، [ ص: 243 ] فَلَيْسَ سَمَاعُهُمْ سَمَاعَ ادِّكَارٍ، وَلَا إِبْصَارُهُمْ إِبْصَارَ اعْتِبَارٍ، فَلَا سَمَاعَ لَهُمْ وَلَا إِبْصَارَ.