الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          صحن

                                                          صحن : الصحن : ساحة وسط الدار ، وساحة وسط الفلاة ونحوهما من متون الأرض وسعة بطونها ، والجمع صحون لا يكسر على غير ذلك ، قال :


                                                          ومهمه أغبر ذي صحون

                                                          والصحن : المستوي من الأرض . والصحن : صحن الوادي ، وهو سنده ، وفيه شيء من إشراف عن الأرض يشرف الأول كأنه مسند إسنادا وصحن الجبل وصحن الأكمة مثله . وصحون الأرض : دفوفها ، وهو منجرد يسيل ، وإن لم يكن منجردا فليس بصحن ، وإن كان فيه شجر فليس بصحن حتى يستوي ، قال : والأرض المستوية أيضا مثل عرصة المربد صحن . وقال الفراء : الصحن : والصرحة ساحة الدار وأوسعها . والصحن شبه العس [ ص: 205 ] العظيم إلا أن فيه عرضا وقرب قعر . يقال : صحنته إذا أعطيته شيئا فيه . والصحن : العطية . يقال : صحنه دينارا أي أعطاه ، وقيل : الصحن القدح لا بالكبير ولا بالصغير ، قال عمرو بن كلثوم :


                                                          ألا هبي بصحنك فاصبحينا     ولا تبقن خمر الأندرينا

                                                          ويروى : ولا تبقي خمور ، والجمع أصحن وصحان عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد :


                                                          من العلاب ومن الصحان

                                                          ابن الأعرابي : أول الأقداح الغمر ، وهو الذي لا يروي الواحد ، ثم القعب يروي الرجل ، ثم العس يروي الرفد ، ثم الصحن ، ثم التبن . والصحن : باطن الحافر . وصحن الأذن : داخلها ، وقيل : محارتها . وصحنا أذني الفرس : متسع مستقر داخلهما ، والجمع أصحان . والمصحنة : إناء نحو القصعة . وتصحن السائل الناس : سألهم في قصعة وغيرها . قال أبو زيد : خرج فلان يتصحن الناس أي يسألهم ولم يقل في قصعة ، ولا في غيرها . وقال أبو عمرو : الصحن الضرب . يقال : صحنه عشرين سوطا أي ضربه . وصحنته صحنات أي ضربته . الأصمعي : الصحن الرمح ، يقال : صحنه برجله إذا رمحه بها ؛ وأنشد قوله يصف عيرا وأتانه :


                                                          قوداء لا تضغن أو ضغون     ملحة لنحره صحون

                                                          يقول : كلما دنا الحمار منها صحنته أي رمحته . وناقة صحون أي رموح . وصحنته الفرس صحنا : ركضته برجلها . وفرس صحون : رامحة . وأتان صحون : فيها بياض وحمرة . والصحن : طسيت ، وهما صحنان يضرب أحدهما على الآخر ، قال الراجز :


                                                          سامرني أصوات صنج ملميه     وصوت صحني قينة مغنية

                                                          وصحن بين القوم صحنا : أصلح . والصحنة بسكون الحاء : خرزة تؤخذ بها النساء الرجال . اللحياني : والصحناء بالكسر إدام يتخذ من السمك يمد ويقصر ، والصحناة أخص منه . وقال ابن سيده : الصحنا والصحناة الصير . الأزهري : الصحناة بوزن فعلاة إذا ذهبت عنها الهاء دخلها التنوين وتجمع على الصحنا بطرح الهاء . وحكي عن أبي زيد : الصحناة فارسية وتسميها العرب الصير ، قال : وسأل رجل الحسن عن الصحناة ، فقال : وهل يأكل المسلمون الصحناة ؟ قال : ولم يعرفها الحسن لأنها فارسية ، ولو سأله عن الصير لأجابه . وأورد ابن الأثير هذا الفصل ، وقال فيه : الصحناة هي التي يقال لها الصير ، قال : وكلا اللفظين غير عربي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية