الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          صحا

                                                          صحا : الصحو ذهاب الغيم ، يوم صحو وسماء صحو ، واليوم صاح . وقد أصحيا وأصحينا أي أصحت لنا السماء . وأصحت السماء ، فهي مصحية : انقشع عنها الغيم ، وقال الكسائي : فهي صحو ، قال : ولا تقل مصحية ، قال ابن بري : يقال أصحت السماء ، فهي مصحية ، ويقال : يوم مصح . وصحا السكران لا غير . قال : وأما العاذلة فيقال فيها أصحت وصحت ، فيشبه ذهاب العقل عنها تارة بذهاب الغيم وتارة بذهاب السكر ، وأما الإفاقة عن الحب فلم يسمع فيه إلا صحا مثل السكر ؛ قال جرير :


                                                          أتصحو أم فؤادك غير صاح

                                                          ويقال : صحوان مثل سكران قال الرحال ، وهو عمرو بن النعمان بن البراء :


                                                          بان الخليط ولم أكن صحوانا     دنفا بزينب لو تريد هوانا

                                                          والصحو : ارتفاع النهار ؛ قال سويد :


                                                          تمنح المرآة وجها واضحا مثل     قرن الشمس في الصحو ارتفع

                                                          والصحو ذهاب السكر وترك الصبا والباطل . يقال : صحا قلبه . وصحا السكران من سكره يصحو صحوا وصحوا ، فهو صاح وأصحى : ذهب سكره ، وكذلك المشتاق ، قال : صحو ناشي الشوق مستبل والعرب تقول : ذهب بين الصحو والسكرة أي بين أن يعقل ، ولا يعقل . ابن بزرج : من أمثالهم ، يريد أن يأخذها بين السكرة والصحوة ، مثل لطالب الأمر يتجاهل وهو يعلم . والمصحاة : جام يشرب فيه . وقال أبوعبيدة : المصحاة إناء ، قال : ولا أدري من أي شيء هو ؛ قال الأعشى :


                                                          بكأس وإبريق كأن شرابه     إذا صب في المصحاة خالط بقما

                                                          وقيل : هو الطاس . ابن الأعرابي : المصحاة الكأس ، وقيل : هو القدح من الفضة ؛ واحتج بقول أوس :


                                                          إذا سل من جفن تأكل أثره     على مثل مصحاة اللجين تأكلا

                                                          قال : شبه نقاء حديدة السيف بنقاء الفضة . قال ابن بري : المصحاة إناء من فضة قد صحا من الأدناس والأكدار لنقاء الفضة ؛ وفي النهاية في ترجمة مصح : دخلت عليه أم حبيبة وهو محضور كأن وجهه مصحاة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية