الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء مثل ابن آدم وأهله وولده وماله وعمله

                                                                                                          2379 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الميت ثلاث فيرجع اثنان ويبقى واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا سويد ) بن نصر بن سويد المروزي ( أخبرنا عبد الله ) بن المبارك ( عن عبد الله بن أبي بكر ) بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري .

                                                                                                          قوله : ( يتبع الميت ) أي إلى قبره ( ثلاث ) أي من أنواع الأشياء ( فيرجع اثنان ) أي إلى مكانهما ويتركانه وحده ( ويبقى واحد ) أي لا ينفك عنه ( يتبعه أهله ) أي أولاده وأقاربه [ ص: 43 ] وأهل صحبته ومعرفته ( وماله ) كالعبيد والإماء والدابة والخيمة . قاله القاري . وقال المظهر : أراد بعض ماله وهو مماليكه . وقال الطيبي : اتباع الأهل على الحقيقة واتباع المال على الاتساع ، فإن المال حينئذ له نوع تعلق بالميت من التجهيز والتكفين ومؤنة الغسل والحمل والدفن ، فإذا دفن انقطع تعلقه بالكلية ( وعمله ) أي من الصلاح وغيره ( ويبقى عمله ) . قال الحافظ في الفتح : معنى بقاء عمله أنه يدخل معه القبر . وقد وقع في حديث البراء بن عازب الطويل في صفة المسألة في القبر عند أحمد وغيره ففيه : ويأتيه الرجل حسن الوجه حسن الثياب حسن الريح فيقول أبشر بالذي يسرك . فيقول : من أنت فيقول : أنا عملك الصالح . وقال في حق الكافر : ويأتيه رجل قبيح الوجه ، الحديث ، وفيه : بالذي يسوءك ، وفيه : عملك الخبيث ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وغيرهما .




                                                                                                          الخدمات العلمية