الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم

                                                                                                                                                                                                                                      15- مثل أي: صفة الجنة التي وعد المتقون المشتركة بين داخليها، مبتدأ خبره فيها أنهار من ماء غير آسن بالمد والقصر كضارب وحذر أي: غير متغير بخلاف ماء الدنيا فيتغير بعارض وأنهار من لبن لم يتغير طعمه بخلاف لبن الدنيا لخروجه من الضروع وأنهار من خمر لذة لذيذة للشاربين بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب وأنهار من عسل مصفى بخلاف عسل الدنيا فإنه بخروجه من بطون النحل يخالط الشمع وغيره ولهم فيها أصناف من كل الثمرات ومغفرة من ربهم فهو راض عنهم مع إحسانه إليهم بما ذكر بخلاف سيد العبيد في الدنيا فإنه قد يكون مع إحسانه إليهم ساخطا عليهم كمن هو خالد في النار خبر مبتدأ مقدر أي: أمن هو في هذا النعيم وسقوا ماء حميما أي: شديد الحرارة فقطع أمعاءهم أي: مصارينهم فخرجت من أدبارهم وهو جمع معى بالقصر، وألفه عن ياء لقولهم معيان.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية