الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
بلاء أيوب عليه السلام .

458 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا أبو المغيرة ، أخبرنا صفوان ، أخبرنا عبد الرحمن بن جبير قال : " لما ابتلي أيوب النبي صلى الله عليه وسلم بماله وولده وجسده طرح في المزبلة ، جعلت امرأته تخرج تكسب عليه ما تطعمه ، فحسده الشيطان ذلك ، وكان يأتي أصحاب الخبز والشواء ؛ الذين كانوا يتصدقون عليها ، فيقول : اطردوا هذه المرأة التي تغشاكم ؛ فإنها تعالج صاحبها ، وتلمسه بيدها ، فالناس يقتذرون طعامكم من أجلها ؛ إنها تأتيكم ، وتغشاكم فجعلوا لا يدنونها منهم ؛ ويقولون : تباعدي عنا ، ونحن نطعمك ، ولا تقربينا ، فأخبرت أيوب بذلك ، فحمد الله عز وجل على ذلك ، فكان يلقاها ، إذا خرجت كالمتحزن بما لقي أيوب ؛ فيقول : نج صاحبك ، وأبى إلا ما أبى ، فوالله ، لو تكلم بكلمة واحدة ، لكشف عنه كل ضر ، ولرجع إليه ماله وولده فتجيء ، فتخبر أيوب عليه السلام بذلك ، فيقول لها : لقيك عدو الله ؛ فلقنك هذا الكلام ، لما أعطانا الله عز وجل المال والولد آمنا به ، وإذا قبض الذي له نكفر به ؟ لئن أقامني الله عز وجل من مرضي هذا ، لأجلدنك مائة جلدة " قال : " فلذلك قال الله عز وجل : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث يعني بالضغث القبضة من المكانس " .

التالي السابق


الخدمات العلمية