nindex.php?page=treesubj&link=29786_29022nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8إنكم لفي قول مختلف أي متخالف متناقض في أمر الله عز وجل حيث تقولون : إنه جل شأنه خالق السماوات والأرض وتقولون بصحة عبادة الأصنام معه سبحانه ، وفي أمر الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم فتقولون تارة : إنه مجنون ، وأخرى : إنه ساحر ولا يكون الساحر إلا عاقلا ، وفي أمر الحشر فتقولون : تارة لا حشر ولا حياة بعد الموت أصلا ، وتزعمون أخرى أن أصنامكم شفعاؤكم عند الله تعالى يوم القيامة إلى غير ذلك من الأقوال المتخالفة فيما كلفوا بالإيمان به ، واقتصر بعضهم على كون القول المختلف في أمره صلى الله تعالى عليه وسلم ، والجملة جواب القسم ولعل النكتة في ذلك القسم تشبيه أقوالهم في اختلافها وتنافي أغراضها بطرائق السماوات في تباعدها واختلاف هيئاتها ، أو الإشارة إلى أنها ليست مستوية جيدة ، أو ليست قوية محكمة ، أو ليس فيها ما يزينها بل فيها ما يشينها من التناقض
nindex.php?page=treesubj&link=29786_29022nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=8إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ أَيْ مُتَخَالِفٍ مُتَنَاقِضٍ فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ تَقُولُونَ : إِنَّهُ جَلَّ شَأْنُهُ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَتَقُولُونَ بِصِحَّةِ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ مَعَهُ سُبْحَانَهُ ، وَفِي أَمْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَقُولُونَ تَارَةً : إِنَّهُ مَجْنُونٌ ، وَأُخْرَى : إِنَّهُ سَاحِرٌ وَلَا يَكُونُ السَّاحِرُ إِلَّا عَاقِلًا ، وَفِي أَمْرِ الْحَشْرِ فَتَقُولُونَ : تَارَةً لَا حَشْرً وَلَا حَيَاةً بَعْدَ الْمَوْتِ أَصْلًا ، وَتَزْعُمُونَ أُخْرَى أَنَّ أَصْنَامَكُمْ شُفَعَاؤُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَقْوَالِ الْمُتَخَالِفَةِ فِيمَا كُلِّفُوا بِالْإِيمَانِ بِهِ ، وَاقْتَصَرَ بَعْضُهُمْ عَلَى كَوْنِ الْقَوْلِ الْمُخْتَلِفِ فِي أَمْرِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْجُمْلَةُ جَوَابُ الْقَسَمِ وَلَعَلَّ النُّكْتَةَ فِي ذَلِكَ الْقَسَمِ تَشْبِيهُ أَقْوَالِهِمْ فِي اخْتِلَافِهَا وَتَنَافِي أَغْرَاضِهَا بِطَرَائِقِ السَّمَاوَاتِ فِي تَبَاعُدِهَا وَاخْتِلَافِ هَيْئَاتِهَا ، أَوِ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ مُسْتَوِيَةٍ جَيِّدَةٍ ، أَوْ لَيْسَتْ قَوِيَّةً مُحْكَمَةً ، أَوْ لَيْسَ فِيهَا مَا يُزَيِّنُهَا بَلْ فِيهَا مَا يَشِينُهَا مِنَ التَّنَاقُضِ