الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          صعب

                                                          صعب : الصعب : خلاف السهل ، نقيض الذلول ، والأنثى صعبة بالهاء ، وجمعهما صعاب ؛ ونساء صعبات بالتسكين ؛ لأنه صفة . وصعب الأمر وأصعب ؛ عن اللحياني يصعب صعوبة : صار صعبا . واستصعب وتصعب وصعبه وأصعب الأمر : وافقه صعبا ، قال أعشى باهلة :


                                                          لا يصعب الأمر إلا ريث يركبه وكل أمر سوى الفحشاء يأتمر

                                                          واستصعب عليه الأمر أي صعب . واستصعبه : رآه صعبا ، ويقال : أخذ فلان بكرا من الإبل ليقتضيه فاستصعب عليه استصعابا . وفي حديث ابن عباس : فلما ركب الناس الصعبة والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف أي شدائد الأمور وسهولها . والمراد : ترك المبالاة بالأشياء والاحتراز في القول والعمل . والصعب من الدواب : نقيض الذلول والأنثى : صعبة ، والجمع صعاب . وأصعب الجمل : لم يركب قط وأصعبه صاحبه : تركه وأعفاه من الركوب ؛ أنشد ابن الأعرابي :


                                                          سنامه في صورة من ضمره     أصعبه ذو جدة في دثره

                                                          قال ثعلب : معناه في صورة حسنة من ضمره أي لم يضعه أن كان ضامرا ؛ وفي الصحاح : تركه فلم يركبه ولم يمسسه حبل حتى صار صعبا . وفي حديث جبير : من كان مصعبا فليرجع أي من كان بعيره صعبا غير منقاد ولا ذلول . يقال : أصعب الرجل ، فهو مصعب . وجمل مصعب إذا لم يكن منوقا ، وكان محرم الظهر . وقال ابن السكيت : المصعب الفحل الذي يودع من الركوب والعمل للفحلة . والمصعب : الذي لم يمسسه حبل ولم يركب . والقرم : الفحل الذي يقرم أي يودع ويعفى من الركوب ، وهو المقرم والقريع والفنيق ؛ وقول أبي ذؤيب :


                                                          كأن مصاعيب زب الرءو     س في دار صرم تلاقى مريحا

                                                          أراد : مصاعب جمع مصعب فزاد الياء ليكون الجزء فعولن ، ولو لم يأت بالياء لكان حسنا . ويقال : جمال مصاعب ومصاعيب . وقوله : تلاقى مريحا ، وإنما ذكر على إرادة القطيع . وفي حديث حنفان : صعابيب ، وهم أهل الأنابيب . الصعابيب : جمع صعبوب ، وهم الصعاب أي الشدائد . والصاعب : من الأرضين ذات النقل والحجارة تحرث . والمصعب : الفحل وبه سمي الرجل مصعبا . ورجل مصعب : مسود من ذلك . ومصعب : اسم رجل منه أيضا . وصعب : اسم رجل غلب على الحي . وصعبة وصعيبة : اسما امرأتين . وبنو صعب : بطن . والمصعبان : مصعب بن الزبير وابنه عيسى بن مصعب . وقيل : مصعب بن الزبير وأخوه عبد الله . وكان ذو القرنين المنذر بن ماء السماء يلقب بالصعب ؛ قال لبيد :


                                                          والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا     بالحنو في جدث أميم مقيم

                                                          وعقبة صعبة إذا كانت شاقة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية