الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 219 ] بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرنا الشيخ الإمام العالم أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قراءة عليه وأنا أسمع قال : أنبأنا أبو الفضل إسماعيل بن علي بن إبراهيم الجنزوري وأبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم بن الحسين اللخمي قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قيس قال : باب ما جاء في الزنا من التغليظ وأليم العقوبة

481 - أخبرنا الشيخ أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي رضي الله عنه قراءة عليه في شهر ربيع الأول سنة سبع وستين وأربعمائة قيل له : أخبركم جدك الشيخ أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي رضي الله عنه في المحرم سنة اثنين وأربعمائة قال : أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري فيما قرئ عليه وأنا أسمع ثنا أحمد بن ملاعب البغدادي ، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، ثنا عبد السلام بن شداد أبو طالوت ، عن غزوان بن جرير عن أبيه أنهم تذاكروا عند علي بن أبي طالب عليه السلام الفواحش ، فقال لهم : " هل تدرون أي الزنا عند الله تبارك وتعالى أعظم ؟ " قالوا : يا أمير المؤمنين كله عظيم ، قال : " ولكن سأخبركم بأعظم الزنا عند الله تبارك وتعالى : هو أن يزني العبد بزوجة الرجل المسلم فيصير زانيا وقد أفسد على الرجل المسلم زوجته " ، ثم قال عند ذلك : " إن الناس يرسل [ ص: 220 ] عليهم يوم القيامة ريح منتنة ، حتى يتأذى به كل بر وفاجر حتى إذا بلغت منهم كل مبلغ وألمت أن تمسك بأنفاس الناس كلهم ، ناداهم مناد يسمعهم الصوت فيقول لهم : هل تدرون ما هذه الريح التي قد آذتكم ؟ فيقولون : لا ندري ، والله إلا أنها قد بلغت منا كل مبلغ ، فيقال : ألا إنها ريح فروج الزناة الذين لقوا الله تبارك وتعالى بزناهم ولم يتوبوا منه ، ثم ينصرف بهم فلم يذكر عند الصرف جنة ولا نارا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية