الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      الرجل في يديه مال فيشهد أن صاحب المال تصدق به قلت : أرأيت لو أني أقررت أن فلانا دفع إلي ألف درهم وأنها لفلان لرجل آخر ؟ [ ص: 31 ] قال : يحلف هذا الذي زعمت أنها له ويستحق حقه ; لأن إقرارك هذا إنما هي شهادة إذا كان المقر له حاضرا ، فإن كان غائبا لم تجز شهادتك له ; لأنك تقر بشيء يبقى في يديك فتتهم .

                                                                                                                                                                                      قال : وبلغني عن مالك أنه قال في الرجل يشهد في الشيء قد جعل على يديه المال أو غيره : أن فلانا الذي وضعه على يديه قد تصدق به على فلان ، ورب المال ينكر ، قال مالك : إن كان الذي يشهد له حاضرا ، فأرى شهادته جائزة . وإن كان غائبا لم أر أن تجوز شهادته ; لأنه يتهم ههنا ; لأن المال يبقى في يديه .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وذلك إذا كان المشهود له غائبا ، وإنما هي الغيبة التي ينتفع فيها بالمال .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية