الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب منه

                                                                                                          2427 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا ابن المبارك أخبرنا إسمعيل بن مسلم عن الحسن وقتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج فيوقف بين يدي الله فيقول الله له أعطيتك وخولتك وأنعمت عليك فماذا صنعت فيقول يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به فيقول له أرني ما قدمت فيقول يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به كله فإذا عبد لم يقدم خيرا فيمضى به إلى النار قال أبو عيسى وقد روى هذا الحديث غير واحد عن الحسن قوله ولم يسندوه وإسمعيل بن مسلم يضعف في الحديث من قبل حفظه وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا إسماعيل بن مسلم ) المكي أبو إسحاق كان من البصرة ، ثم سكن مكة ، وكان فقيها ضعيف الحديث ، من الخامسة .

                                                                                                          قوله : ( يجاء ) أي يؤتى ( كأنه بذج ) بفتح موحدة وذال معجمة فجيم ولد الضأن معرب " بزه " أراد بذلك هوانه وعجزه . وفي بعض الطرق : فكأنه بذج من الذل وفي شرح السنة شبه ابن آدم بالبذج لصغاره وصغره ، أي يكون حقيرا ذليلا ( فيوقف ) أي ابن آدم ( أعطيتك ) أي الحياة [ ص: 97 ] والحواس والصحة والعافية ونحوها ( وخولتك ) أي جعلتك ذا خول من الخدم والحشم والمال والجاه وأمثالها ( وأنعمت عليك ) أي بإنزال الكتاب وبإرسال الرسول وغير ذلك ( فماذا صنعت ) أي فيما ذكر ( فيقول : جمعته ) أي المال ( وثمرته ) بتشديد الميم أي نميته وكثرته ( وتركته ) أي في الدنيا عند موتي ( أكثر ما كان ) أي في أيام حياتي ( فارجعني ) بهمزة وصل أي ردني إلى الدنيا ( آتك به كله ) أي بإنفاقه في سبيلك ، كما أخبر عن الكفار أنهم يقولون في الآخرة : رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت " فيقول له : " أي الرب لابن آدم ( أرني ما قدمت ) أي لأجل الآخرة من الخير ( فيقول ) أي ثانيا كما قال أولا ( فإذا عبد ) الفاء فصيحة تدل على المقدر ، وإذا للمفاجأة وعبد خبر مبتدأ محذوف . أي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو عبد ( لم يقدم ) خيرا أي فيما أعطي ولم يمتثل ما أمر به ولم يتعظ ما وعظ به من قوله تعالى : ولتنظر نفس ما قدمت لغد وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ( فيمضى به ) بصيغة المجهول أي فيذهب به .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة ) وأبي سعيد الخدري أخرجه الترمذي بعد هذا .




                                                                                                          الخدمات العلمية