الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 494 ] سورة الانفطار .

بسم الله الرحمن الرحيم .

قال تعالى : ( إذا السماء انفطرت ( 1 ) ) .

جواب إذا : ( علمت ) .

قال تعالى : ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ( 6 ) الذي خلقك فسواك فعدلك ( 7 ) ) .

( ما غرك ) : استفهام لا غير ، ولو كان تعجبا لقال : ما أغرك .

و ( عدلك ) بالتشديد : قوم خلقك ، وبالتخفيف على هذا المعنى ؛ ويجوز أن يكون معناه صرفك على الخلقة المكروهة .

قال تعالى : ( في أي صورة ما شاء ركبك ( 8 ) ) .

قوله تعالى : ( ما شاء ) : يجوز أن تكون " ما " زائدة ، وأن تكون شرطية ، وعلى الأمرين الجملة نعت لصورة ؛ والعائد محذوف ؛ أي ركبك عليها .

و ( في ) تتعلق بركبك . وقيل : لا موضع للجملة ؛ لأن " في " تتعلق بأحد الفعلين ، فالجميع كلام واحد ، وإنما تقدم الاستفهام عما هو حقه .

قال تعالى : ( وإن عليكم لحافظين ( 10 ) كراما كاتبين ( 11 ) يعلمون ما تفعلون ( 12 ) ) .

( كراما ) : نعت ، و " يعلمون " كذلك ، ويجوز أن يكون حالا ، أي يكتبون عالمين .

قال تعالى : ( وإن الفجار لفي جحيم ( 14 ) يصلونها يوم الدين ( 15 ) ) .

قوله تعالى : ( يصلونها ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في الخبر ، وأن يكون نعتا لجحيم .

قال تعالى : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ( 19 ) ) .

قوله تعالى : ( يوم لا تملك ) : يقرأ بالرفع ؛ أي : هو يوم . وبالنصب على تقدير أعنى يوم . . . وقيل : التقدير : يجازون يوم ، ودل عليه ذكر " الدين " . وقيل : حقه الرفع ، [ ص: 494 ] ولكن فتح على حكم الظرف : كقوله تعالى : ( ومنهم دون ذلك ) [ الأعراف : 168 ] . وعند الكوفيين هو مبني على الفتح . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية