الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقت الفجر فأما أول وقت الفجر فلا خلاف فيه أنه من حين يطلع الفجر الثاني الذي يعترض في الأفق ؛ وروى سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الفجر أن يقول هكذا وجمع كفه حتى يقول هكذا ومد أصبعيه السبابتين .

وروى قيس بن طلق عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الساطع المصعد ، فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر .

وروى سفيان عن عطاء عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الفجر فجران فجر يحل فيه الطعام وتحرم فيه الصلاة ، وفجر تحل فيه الصلاة ويحرم فيه الطعام .

وروى نافع بن جبير في حديث المواقيت عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن جبريل عليه السلام أمه عند البيت ، فصلى الفجر في اليوم الأول [ ص: 251 ] حين برق الفجر وحرم الطعام والشراب على الصائم ، فهذا أول وقت الفجر ؛ وقد تواترت به الآثار واتفق عليه فقهاء الأمصار .

وأما آخر وقتها فهو إلى طلوع الشمس عند سائر الفقهاء ؛ وذكر ابن القاسم عن مالك أنه قال : " وقت الصبح الإغلاس والنجوم بادية مشتبكة ، وآخر وقتها إذا أسفر " ويحتمل أن يكون مراده الوقت المستحب وكراهة التأخير إلى بعد الإسفار ، لا على معنى أنها تكون فائتة إذا أخرها إلى بعد الإسفار قبل طلوع الشمس .

وقد روى عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : وقت الفجر ما لم تطلع الشمس وقد روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن للصلاة أولا وآخرا ، وإن أول وقت الفجر حين يطلع الفجر ، وإن آخر وقتها حين تطلع الشمس .

وروى أبو هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أدرك ركعة من صلاة الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك ، فألزم النبي صلى الله عليه وسلم مدرك هذا القدر من الوقت جميع الصلاة ، مثل الحائض تطهر والصبي يبلغ والكافر يسلم ؛ فثبت أن وقت الفجر إلى طلوع الشمس .

التالي السابق


الخدمات العلمية