الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ صلف ]

                                                          صلف : الصلف : مجاوزة القدر في الظرف والبراعة ، والادعاء فوق ذلك تكبرا صلف صلفا ، فهو صلف من قوم صلافى ، وقد تصلف ، والأنثى صلفة ، وقيل : هو مولد . ابن الأثير في قوله آفة الظرف الصلف : هو الغلو في الظرف والزيادة على المقدار مع تكبر . وصلفت المرأة صلفا ، فهي صلفة : لم تحظ عند قيمها وزوجها ، وجمعها صلائف ، نادر ، قال القطامي وذكر امرأة :


                                                          لها روضة في القلب لم ترع مثلها فروك ولا المستعبرات الصلائف

                                                          وروي : ولا المستعبرات .

                                                          وأصلف الرجل : صلفت امرأته فلم تحظ عنده وأصلفها وصلفها يصلفها ، فهو صلف : أبغضها ؛ قال مدرك بن حصين الأسدي :


                                                          غدت ناقتي من عند سعد كأنها     مطلقة كانت حليلة مصلف

                                                          وطعام صلف : مسيخ ، ولا طعم فيه . ابن الأنباري : صلفت المرأة عند زوجها أبغضها ، وصلفها يصلفها : أبغضها ؛ وأنشد :


                                                          وقد خبرت أنك تفركيني     فأصلفك الغداة ولا أبالي

                                                          والمصلف : الذي لا يحظى عنده امرأة ، والمرأة صلفة . وفي الحديث : لو أن امرأة لا تتصنع لزوجها صلفت عنده أي ثقلت عليه ولم تحظ عنده وولاها صليف عنقه أي جانبه . وفي حديث عائشة رضي الله عنها : تنطلق إحداكن فتصانع بمالها عن ابنتها الحظية ، ولو صانعت عن الصلفة كانت أحق . الشيباني : يقال للمرأة : أصلف الله رفغك ، أي بغضك إلى زوجك . ومن أمثالهم في التمسك بالدين ، وذكره ابن الأثير حديثا : من يبغ في الدين يصلف أي : لا يحظ عند الناس ، ولا يرزق منهم المحبة ؛ قال ابن بري : وأنشده ابن السكيت مطلقا :


                                                          من يبغ في الدين يصلف

                                                          قال ابن الأثير : معناه أي من يطلب في الدين أكثر مما وقف عليه يقل حظه . والصلف : قلة نزل الطعام . وطعام صلف وصليف : قليل النزل والريع ، وقيل : هو الذي لا طعم له ، وقالوا : من يبغ في الدين يصلف ، أي يقل نزله فيه . وإناء صلف : قليل الأخذ من الماء ، وقال أبو العباس : إناء صلف : خال لا يأخذ من الماء شيئا وسحاب صلف : لا ماء فيه الجوهري : سحاب صلف قليل الماء كثير الرعد ، وقد صلف صلفا . وفي المثل في الواجد ، وهو بخيل مع جدته : رب صلف تحت الراعدة ، وقيل : يضرب مثلا للرجل الذي يكثر الكلام والمدح لنفسه ، ولا خير عنده . والصلف : قلة النزل والخير ، أرادوا أن هذا مع كثرة ماله مع المنع كالغمامة ، كثيرة الرعد مع قلة مطرها ؛ وفي الصحاح : يضرب مثلا للرجل يتوعد ثم لا يقوم به ، وذكره ابن الأثير حديثا ، وقال : هو مثل لمن يكثر قول ما لا يفعل أي تحت سحاب يرعد ولا يمطر . وتصلف الرجل : قل خيره . التهذيب : وقالوا أصلف من ثلج في ماء ، ومن ملح في ماء . والصلف : قلة الخير ، وامرأة صلفة : قليلة الخير لا تحظى عند زوجها . وقال ابن الأعرابي : قال قوم : الصلف [ ص: 271 ] مأخوذ من الإناء القليل الأخذ للماء ، فهو قليل الخير ، وقال قوم : هو من قولهم : إناء صلف : إذا كان ثخينا ثقيلا فالصلف بهذا المعنى وهذا الاختيار ، والعامة وضعت الصلف في غير موضعه . قال : وقال ابن الأعرابي : الصلف الإناء الصغير والصلف الإناء السائل الذي لا يكاد يمسك الماء . وأصلف الرجل : إذا قل خيره ، وأصلف : إذا ثقل روحه . وفلان صلف : ثقيل الروح . وأرض صلفة : لا نبات فيها . ابن الأعرابي : الصلفاء المكان الغليظ الجلد ، وقال ابن شميل : هي الصلفة الأرض التي لا تنبت شيئا . وكل قف صلف وظلف ، ولا يكون الصلف إلا في قف أو شبهه ، والقاع القرقوس صلف ، زعم . قال : ومربد البصرة صلف أسيف ؛ لأنه لا ينبت شيئا . الأصمعي : الصلفاء والأصلف ما اشتد من الأرض وصلب ؛ وقال أوس بن حجر :


                                                          وخب سفا قربانه وتوقدت     عليه من الصمانتين الأصالف

                                                          المكان أصلف . والمكان الأصلف : الذي لا ينبت ؛ أنشد ابن بري لذي الرمة :


                                                          نحوص من استعراضها البيد كلما     حزى الآل حر الشمس فوق الأصالف

                                                          والأصلف والصلفاء : الصلب من الأرض فيه حجارة ، والجمع صلاف ؛ لأنه غلب غلبة الأسماء فأجروه في التكسير مجرى ( صحراء ) ولم يجروه مجرى ( ورقاء ) قبل التسمية . والصليف : نعت للذكر . أبو زيد : الصيلفان رأسا الفقرة التي تلي الرأس من شقيها . والصليفان : عودان يعرضان على الغبيط تشد بهما المحامل ، ومن قول الشاعر :


                                                          أقب كأن هاديه الصليف

                                                          والصليفان : جانبا العنق ، وقيل : هما ما بين اللبة والقصرة . والصليف : عرض العنق ، وهما صليفان من الجانبين . وصليفا الإكاف : الخشبتان اللتان تشدان في أعلاه . ورجل صلنفى وصلنفاء : كثير الكلام . والصليفاء : موضع ؛ قال :


                                                          لولا فوارس من نعم وأسرتهم     يوم الصليفاء لم يوفون بالجار

                                                          .

                                                          قال : لم يوفون ، وهو شاذ ، وإنما جاء على تشبيه ( لم ) ب ( لا ) إذ معناهما النفي فأثبت النون ، كما قال الآخر :


                                                          أن تهبطين بلاد قو     م يرتعون من الطلاح

                                                          قال ابن جني : فهذا على تشبيه ( أن ) ب ( ما ) التي بمعنى المصدر في قول الكوفيين ؛ قال ابن سيده : فأما على قولنا نحن ، فإنه أراد ( أن ) الثقيلة وخففها ضرورة وتقديره : أنك تهبطين . ابن الأعرابي : الصلف خوافي قلب النخلة ، الواحدة صلفة . الأصمعي : خذه بصليفه وبصليفته بمعنى خذ بقفاه . وفي حديث ضميرة : قال : يا رسول الله إني أحالف ما دام الصالفان مكانه ، قال : بل ما دام أحد مكانه ، قيل : الصالف جبل كان يتحالف أهل الجاهلية عنده ، وإنما كره ذلك لئلا يساوي فعلهم في الجاهلية فعلهم في الإسلام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية