الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له

                                                                      2723 حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا إسمعيل بن عياش عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري أن عنبسة بن سعيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدث سعيد بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبان بن سعيد بن العاص على سرية من المدينة قبل نجد فقدم أبان بن سعيد وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد أن فتحها وإن حزم خيلهم ليف فقال أبان اقسم لنا يا رسول الله فقال أبو هريرة فقلت لا تقسم لهم يا رسول الله فقال أبان أنت بها يا وبر تحدر علينا من رأس ضال فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلس يا أبان ولم يقسم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 313 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 313 ] ( قبل نجد ) : بكسر القاف وفتح الموحدة أي نحوه ( بعد أن فتحها ) : أي بعد فتح خيبر ( وإن حزم خيلهم ) : بمهملة وزاي مضمومتين جمع حزام بالكسر وهو ما يشد به الوسط ومعناه بالفارسية تنك ستور ( ليف ) : بالكسر معناه بالفارسية بوست درخت خرما ( فقال أبان أنت بها ) : قال الخطابي : معناه أنت المتكلم بهذه الكلمة وفي رواية البخاري " وأنت بهذا " قال الحافظ : أي وأنت تقول بهذا أو أنت بهذا المكان والمنزلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كونك لست من أهله ولا من قومه ولا من بلاده ( يا وبر ) : بفتح الواو وسكون الموحدة دابة صغيرة كالسنور وحشية ( تحدر ) : أي تدلى وهبط ( من رأس ضال ) : بتخفيف اللام قال الخطابي : يقال إنه جبل أو موضع .

                                                                      وفي فتح الباري أراد أبان تحقير أبي هريرة وأنه ليس في قدر من يشير بعطاء ولا بمنع وأنه قليل القدرة على القتال انتهى .

                                                                      قال الخطابي : وفي الحديث من الفقه أن الغنيمة لمن شهد الوقعة دون من لحقهم بعد إحرازها .

                                                                      وقال أبو حنيفة من لحق الجيش بعد أخذ الغنيمة قبل قسمها فهو شريك الغانمين .

                                                                      وقال الشافعي : الغنيمة لمن حضر الوقعة وكان ردءا لهم ، فأما من لم يحضرها فلا شيء له ، وهو قول مالك وأحمد بن حنبل انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري تعليقا .




                                                                      الخدمات العلمية