الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ صمع ]

                                                          صمع : صمعت أذنه صمعا ، وهي صمعاء : صغرت ولم تطرف ، وكان فيها اضطمار ولصوق بالرأس ، وقيل : هو أن تلصق بالعذار من أصلها ، وهي قصيرة غير مطرفة ، وقيل : هي التي ضاق صماخها وتحددت رجل أصمع ، وامرأة صمعاء . والصمع : الصغير الأذن المليحها . والصمعاء من المعز : التي أذنها كأذن الظبي بين السكاء [ ص: 282 ] والأذناء . والأصمع : الصغير الأذن ، والأنثى صمعاء . وقال الأزهري : الصمعاء الشاة اللطيفة الأذن التي لصق أذناها بالرأس . يقال : عنز صمعاء وتيس أصمع إذا كانا صغيري الأذن . وفي حديث علي رضي الله عنه : كأني برجل أصعل أصمع حمش الساقين يهدم الكعبة ؛ الأصمع : الصغير الأذنين من الناس وغيرهم . وفي الحديث : أن ابن عباس كان لا يرى بأسا بأن يضحى بالصمعاء أي الصغيرة الأذنين . وظبي مصمع : أصمع الأذن ؛ قال طرفة :


                                                          لعمري لقد مرت عواطس جمة ومر قبيل الصبح ظبي مصمع

                                                          وظبي مصمع : مؤلل القرنين . والأصمع : الظليم لصغر أذنه ولصوقها برأسه ، وأما قول أبي النجم في صفة الظليم :


                                                          إذا لوى الأخدع من صمعائه     صاح به عشرون من رعائه

                                                          يعني الرئال قالوا : أراد بصمعائه سالفته وموضع الأذن منه ، سميت صمعاء ؛ لأنه لا أذن للظليم ، وإذا لزقت الأذن بالرأس فصاحبها أصمع . والصمع في الكعوب : لطافتها واستواؤها ، وامرأة صمعاء الكعبين : لطيفتهما مستويتهما . وكعب أصمع : لطيف محدد ؛ قال النابغة :


                                                          فبثهن عليه واستمر به     صمع الكعوب بريئات من الحرد

                                                          عنى بها القوائم والمفصل أنها ضامرة ليست بمنتفخة . ويقال للكلاب : صمع الكعوب أي صغار الكعوب ؛ قال الشاعر :


                                                          أصمع الكعبين مهضوم الحشا     سرطم اللحيين معاج تئق

                                                          وقوائم الثور الوحشي تكون صمع الكعوب ليس فيها نتوء ولا جفاء ؛ وقال امرؤ القيس :


                                                          وساقان كعباهما أصمعا     ن لحم حماتيهما منبتر

                                                          أراد بالأصمع الضامر الذي ليس بمنتفخ . والحماة عضلة الساق ، والعرب تستحب انبتارها وتزيمها أي ضمورها واكتنازها . وقناة صمعاء الكعوب : مكتنزة الجوف صلبة لطيفة العقد . وبقلة صمعاء : مرتوية مكتنزة . وبهمى صمعاء : غضة لم تتشقق ؛ قال :


                                                          رعت بارض البهمى جميعا وبسرة     وصمعاء حتى آنفتها نصالها

                                                          آنفتها : أوجعتها آنفها بسفاها ، ويروى حتى أنصلتها ، قال ابن الأعرابي : قالوا بهمى صمعاء فبالغوا بها ، كما قالوا صليان جعد ونصي أسحم ، قال : وقيل الصمعاء التي نبتت ثمرتها في أعلاها ، وقيل : الصمعاء البهمى إذا ارتفعت قبل أن تتفقأ . وفي الحديث : كإبل أكلت صمعاء هو من ذلك ، وقيل : الصمعاء البقلة التي ارتوت واكتنزت ؛ قال الأزهري : البهمى أول ما يبدو منها البارض ، فإذا تحرك قليلا ، فهو جميم ، فإذا ارتفع وتم قبل أن يتفقأ ، فهو الصمعاء ، يقال له ذلك لضموره . والريش الأصمع : اللطيف العسيب ، ويجمع صمعانا . ويقال : تصمع ريش السهم إذا رمي به رمية فتلطخ بالدم ، وانضم . والصمعان : ما ريش به السهم من الظهار ، وهو أفضل الريش . والمتصمع : المتلطخ بالدم ، فأما قول أبي ذؤيب :


                                                          فرمى فأنفذ من نحوص عائط     سهما فخر وريشه متصمع

                                                          فالمتصمع : المنضم الريش من الدم من قولهم أذن صمعاء ، وقيل : هو المتلطخ بالدم وهو ذلك ؛ لأن الريش إذا تلطخ بالدم انضم . ويقال للسهم : خرج متصمعا إذا ابتلت قذذه من الدم وغيره فانضمت . وصمع الفؤاد : حدته . صمع صمعا وهو أصمع . وقلب أصمع : ذكي متوقد فطن وهو من ذلك ، وكذلك الرأي الحازم على المثل كأنه انضم وتجمع . والأصمعان : القلب الذكي والرأي العازم . الأصمعي : الفؤاد الأصمع والرأي الأصمع العازم الذكي . ورجل أصمع القلب إذا كان حاد الفطنة . والصمع : الحديد الفؤاد . وعزمة صمعاء أي ماضية . ورجل صمع بين الصمع : شجاع لأن الشجاع يوصف بتجمع القلب ، وانضمامه . ورجل أصمع القلب إذا كان متيقظا ذكيا . وصمع فلان على رأيه إذا صمم عليه . والصومعة من البناء ، سميت صومعة لتلطيف أعلاها والصومعة : منار الراهب ؛ قال سيبويه : هو من الأصمع يعني المحدد الطرف المنضم . وصومع بناءه : علاه مشتق من ذلك مثل به سيبويه وفسره السيرافي . وصومعة الثريد : جثته وذروته ، وقد صمعه . ويقال : أتانا بثريدة مصمعة إذا دققت وحدد رأسها ورفعت ، وكذلك صعنبها ، وتسمى الثريدة إذا سويت كذلك صومعة وصومعة النصارى فوعلة من هذا لأنها دقيقة الرأس . ويقال للعقاب صومعة لأنها أبدا مرتفعة على أشرف مكان تقدر عليه ؛ هكذا حكاه كراع منونا ولم يقل صومعة العقاب . والصوامع : البرانس ؛ عن أبي علي ولم يذكر لها واحدا ؛ وأنشد :


                                                          تمشى بها الثيران تردي كأنها     دهاقين أنباط عليها الصوامع

                                                          قال : وقيل العياب . وصمع الظبي : ذهب في الأرض . وروي عن المؤرج أنه قال : الأصمع الذي يترقى أشرف موضع يكون . والأصمع : السيف القاطع . ويقال : صمع فلان في كلامه إذا أخطأ ، وصمع إذا ركب رأسه فمضى غير مكترث . والأصمع : السادر ؛ قال الأزهري : وكل ما جاء عن المؤرج فهو مما لا يعرج عليه إلا أن تصح الرواية عنه . والتصمع : التلطف . وأصمع : قبيلة . وقال الأزهري : قعطره أي صرعه وصمعه أي صرعه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية