الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الوقشي

                                                                                      العلامة البحر ذو الفنون أبو الوليد هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد [ ص: 135 ] الكناني الأندلسي الطليطلي . عرف بالوقشي ، ووقش : قرية على بريد من طليطلة .

                                                                                      مولده سنة ثمان وأربعمائة .

                                                                                      أخذ عن الحافظ أبي عمر الطلمنكي ، وأبي محمد بن عياش الخطيب ، وأبي عمرو السفاقسي ، وأبي عمر بن الحذاء ، وجماعة .

                                                                                      قال صاعد : أبو الوليد أحد رجال الكمال في وقته باحتوائه على فنون المعارف ، من أعلم الناس بالنحو واللغة ومعاني الشعر والبلاغة ، بليغ شاعر ، حافظ للسنن وأسماء الرجال ، بصير بالاعتقادات وأصول الفقه ، واقف على كثير من فتاوى الأئمة ، نافذ في الفرائض والحساب والشروط وفي الهندسة ، مشرف على جميع آراء الحكماء ثاقب الذهن ، مع حسن المعاشرة ، ولين الكنف ، وصدق اللهجة .

                                                                                      وقال ابن بشكوال : أخبرنا عنه أبو بحر الأسدي ، وكان مختصا به ، وكان يعظمه ، ويقدمه ، ويصفه بالاستبحار في العلوم ، وقد نسبت إليه أشياء ، فالله أعلم .

                                                                                      وقال عياض : كان غاية في الضبط ، نسابة ، له تنبيهات وردود ، نبه [ ص: 136 ] على كتاب أبي نصر الكلاباذي ، وعلى " مؤتلف " الدارقطني ، وعلى " الكنى " لمسلم ، ولكنه اتهم بالاعتزال ، وألف في القدر والقرآن ، فزهدوا فيه . توفي سنة تسع وثمانين وأربعمائة في جمادى الآخرة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية