الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين

                                                                                                                                                                                                                                      178 - ولا يحسبن وثلاثة بعدها مع ضم الباء في (يحسبنهم) بالياء، مكي، وأبو عمرو. وكلها بالتاء حمزة، وكلها بالياء مدني، وشامي. إلا (فلا تحسبنهم) [آل عمران: 188] فإنها بالتاء. الباقون: الأوليان بالياء، والأخريان بالتاء الذين كفروا فيمن قرأ بالياء رفع، أي: ولا يحسبن الكافرون. وإن مع اسمه وخبره في قوله: أنما نملي لهم خير لأنفسهم في موضع المفعولين ليحسبن، والتقدير: ولا يحسبن الذين كفروا إملاءنا خيرا لأنفسهم. و "ما" مصدرية، وكان حقها في قياس علم الخط أن تكتب مفصولة، ولكنها وقعت في الإمام متصلة، فلا يخالف. وفيمن قرأ بالتاء نصب، أي: ولا تحسبن الكافرين. و أنما نملي لهم خير لأنفسهم بدل من الكافرين، أي: ولا تحسبن أن ما نملي للكافرين خير لهم. وأن مع ما في حيزه ينوب عن المفعولين، والإملاء لهم: إمهالهم، وإطالة عمرهم. إنما نملي لهم ليزدادوا إثما "ما" هذه حقها أن تكتب متصلة; لأنها كافة دون الأولى. وهذه جملة مستأنفة تعليل للجملة قبلها، كأنه قيل: ما بالهم لا يحسبون الإملاء خيرا لهم؟ فقيل: إنما نملي لهم ليزدادوا إثما والآية حجة لنا على المعتزلة في مسألتي الأصلح، وإرادة المعاصي ولهم عذاب مهين

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية