الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أم لم ينبأ أي بل ألم يخبر . بما في صحف موسى وهي التوراة وإبراهيم وبما في صحف إبراهيم التي نزلت عليه الذي وفى أي وفى وأتم ما أمر به ، أو بالغ في الوفاء بما عاهد عليه الله تعالى ، وقال ابن عباس : وفى بسهام الإسلام كلها ولم يوفها أحد غيره وهي ثلاثون سهما منها عشرة في براءة إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم [التوبة : 111] الآيات ، وعشرة في الأحزاب إن المسلمين والمسلمات [الأحزاب : 35] الآيات ، وست في - قد أفلح المؤمنون - الآيات التي في أولها ، وأربع في سأل سائل والذين يصدقون بيوم الدين [المعارج : 26] الآيات ، وفي حديث ضعيف عن أبي أمامة يرفعه ، وفى بأربع ركعات كان يصليهن في كل يوم ، وفي رواية يصليهن أول النهار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد من حديث معاذ بن أنس مرفوعا أيضا «ألا أخبركم لم سمى الله تعالى إبراهيم خليله الذي وفى لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون الآية » وقال عكرمة : وفى بتبليغ هذه العشرة أن لا تزر إلى آخره «وقيل ، وقيل : » والأولى العموم وهو مروي عن الحسن قال : ما أمره الله تعالى بشيء إلا وفى به وتخصيصه عليه السلام بهذا الوصف لاحتماله ما لا يحتمله غيره ، وفي قصة الذبح ما فيه كفاية [ ص: 66 ] وخص هذان النبيان عليهما السلام بالذكر قيل : لأنه فيما بين نوح وإبراهيم كانوا يأخذون الرجل بابنه وبأبيه وعمه وخاله ، والزوج بامرأته ، والعبد بسيده فأول من خالفهم إبراهيم وقرر ذلك موسى ولم يأت قبله مقرر مثله عليه السلام ، وتقديمه لما أن صحفه أشهر عندهم وأكثر ، وقرأ أبو أمامة الباهلي وسعيد بن جبير وأبو مالك الغفاري وابن السميفع وزيد بن علي «وفى » بتخفيف الفاء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية