الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانت هذه السورة متضمنة لكثير من الدقائق التي أخفوها من كتابهم الذي جعلوه قراطيس؛ يبدونها؛ ويخفون كثيرا؛ وفي هذه الآية بخصوصها؛ من ذلك ما يقتضي تصديقه - صلى الله عليه وسلم - وكان - سبحانه - عالما بأن أكثرهم يعاندون؛ سبب عن ذلك أن سلاه في تكذيب المكذبين منهم؛ بقوله: فإن كذبوك ؛ فكان كأنه قيل: هذا الذي أعلمتك به يوجب تصديقك؛ فإن لم يفعلوا؛ بل كذبوا؛ فقد ؛ ولما كان السياق لإثبات مبالغتهم في الغلظة؛ والجفاء؛ [ ص: 144 ] والكفر؛ وعدم الوفاء؛ وكانت السورة سورة التوحيد؛ والرسل متفقون عليه؛ وقد أتى كل منهم فيه بأنهى البيان؛ وأزال كل لبس؛ أسقط تاء التأنيث؛ لأنها ربما دلت على نوع ضعف؛ فقال: كذب رسل ؛ ولما كانت تسلية الإنسان بمن قاربه في الزمان أشد؛ أثبث الجار؛ فقال: من قبلك ؛ أي: فلك فيهم مسلاة؛ وبهم أسوة؛ جاءوا بالبينات ؛ أي: من المعجزات؛ والزبر ؛ أي: من الصحف المضمنة للمواعظ؛ والحكم الزواجر؛ والرقائق التي يزبر العالم بها عن المساوي؛ والكتاب المنير ؛ أي: الجامع للأحكام؛ وغيرها؛ الموضح لأنه الصراط المستقيم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية