الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ 242 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ; قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=657479جاءت nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - . فقالت : يا رسول الله ! إن الله لا يستحيي من الحق . فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=treesubj&link=32227_32620_19528_32565_32701_249نعم ، إذا رأت الماء ، فقالت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : يا رسول الله! وتحتلم المرأة ؟ فقال : تربت يداك ، فبم يشبهها ولدها ؟ .
(23) ومن باب : وجوب الغسل على المرأة إذا رأت في المنام مثل ما يرى الرجل
(قول nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم : " إن الله لا يستحيي من الحق ") أي : لا يأمر بالحياء فيه ، ولا يمنع من ذكره ، nindex.php?page=treesubj&link=19526وأصل الحياء : انقباض واحتشام يجده الإنسان عندما يطلع منه على [ ص: 569 ] مستقبح ، وهو في حق الله تعالى : عبارة عن الامتناع عن مثل ذلك الفعل المستحيا منه .
و (قوله : " تربت يداك ") أي : افتقرت ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي : ترب الرجل إذا افتقر ، وأترب : إذا استغنى ، وفي " الصحاح " : ترب الشيء بالكسر : أصابه التراب ، ومنه ترب الرجل : افتقر ; كأنه لصق بالتراب ، قال : وأترب الرجل : استغنى ، كأنه صار ماله من الكثرة بقدر التراب . وتأول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قوله - عليه الصلاة والسلام - nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة : " تربت يداك " بمعنى الاستغناء ، وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=16741عيسى بن دينار ، وقال ابن نافع : معناه : ضعف عقلك . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : معناه : الحض على تعلم مثل هذا ، كما يقال : انج ثكلتك أمك . وقيل : " تربت يداك " : أصابها التراب ، ولم يرد الفقر . والصحيح : أن هذا اللفظ وشبهه تجري على ألسنة العرب من غير قصد الدعاء به . وهذا مذهب أبي عبيد في هذه الكلمات وما شابهها . وقد أحسن البديع في بعض رسائله ، وأوضح هذا المعنى فقال :
" وقد يوحش اللفظ وكله ود ، ويكره الشيء وما من فعله بد ، هذه العرب تقول : " لا أبا لك " للشيء إذا أهم ، و " قاتله الله " ، ولا يريدون به الذم ، و " ويل أمه " ، للأمر إذا تم . وللألباب في هذا الباب أن تنظر إلى القول وقائله ، فإن كان وليا فهو الولاء وإن خشن ، وإن كان عدوا فهو البلاء وإن حسن " .
قال الشيخ : وعلى تقدير كونه دعاء على أصله ، مقصودا للنبي - صلى الله عليه وسلم - على بعده ، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=689554اللهم من دعوت عليه أو سببته أو لعنته - يعني : من [ ص: 570 ] المسلمين - فاجعل ذلك له زكاة ورحمة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة " . وإنكار nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة على nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم قضية احتلام النساء ، تدل على قلة وقوعه من النساء .