الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( تتمة ) في أبحاث وفوائد تتعلق بهذه المسائل .

مطلب : الحرير محرم على الذكور دون الإناث .

( البحث الأول ) إنما يحرم الحرير على الذكور كما علم دون الإناث ، والخناثى هنا ملحقون بالرجال ، فيحرم على الخنثى من الحرير ما يحرم على الذكر تغليبا للحظر . قال في الآداب : يباح الحرير بأنواعه للنساء عندنا وعند عامة العلماء ، منهم أبو حنيفة ومالك والشافعي والظاهرية وغيرهم ، وكذا إباحة الذهب لهن انتهى .

وما في الصحيحين والنسائي عن خليفة بن كعب قال : سمعت { الزبير يخطب ويقول : لا تلبسوا نساءكم الحرير فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلبسوا الحرير ، فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة } . وزاد النسائي في رواية { : ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة . قال الله تعالى { : ولباسهم فيها حرير } }

. وروى النسائي ، والحاكم ، وقال صحيح على شرطهما عن عقبة بن عامر رضي الله عنه { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحلية ، والحرير ويقول إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في الدنيا } . .

وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا { ويل للنساء من الأحمرين الذهب ، والمعصفر } . وأبو الشيخ بن حيان وغيره عن أبي أمامة مرفوعا { أريت أني دخلت الجنة ، فإذا أعالي أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المؤمنين ، وإذا ليس فيها أحد أقل من الأغنياء والنساء فقيل لي : أما الأغنياء ، فإنهم على الباب [ ص: 191 ] يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن الأحمران الذهب ، والحرير } الحديث .

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول لابنته : لا تلبسي الذهب فإني أخاف عليك من حر اللهب .

فكل هذا ، وأضرابه على تقدير صحته محمول على تحريم سابق لصحة أحاديث الإباحة ولهذا اتفق الأئمة على إباحته لهن والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية