الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 455 ] 473 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يقضي بين المختلفين من الفقهاء في الشاة المغصوبة إذا ذبحت وشويت ، هل للمغصوبة منه أن يأخذها وهي كذلك أم لا ؟ .

3005 - حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، قال : حدثنا عاصم بن كليب الجرمي ، عن أبيه - قال : حسبته من الأنصار - قال أبو جعفر : سقط في كتابي عن رجل من الأنصار لا أعرف اسمه ، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة ، فلقيه رسول امرأة من قريش يدعوه إلى طعام ، فجلسنا مجلس الغلمان من آبائهم ، ففطن آباؤنا للنبي صلى الله عليه وسلم وفي يده أكلة ، فقال : إن هذه الشاة تخبرني أنها أخذت بغير حلها ، فقامت المرأة ، فقالت يا رسول الله : لم يزل يعجبني أن تأكل في بيتي ، وإني أرسلت إلى النقيع ، فلم توجد فيه شاة ، وكان أخي اشترى شاة بالأمس ، فأرسلت بها إلى أهله بالثمن ، فقال : أطعموها الأسارى .

[ ص: 456 ]

3006 - وحدثنا يوسف بن يزيد ، قال : حدثنا حجاج بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن رجل من الأنصار قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، ثم ذكر هذه القصة بعينها في كلام أكثر من هذا الكلام .

[ ص: 457 ] قال أبو جعفر : ففي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإطعام الشاة الأسارى ، وهم ممن تجوز الصدقة عليهم بمثلها ، ولم يأمر بحبسها للذي ذبحت وهي على ملكه ليأخذها وهي كذلك ، وفي ذلك ما قد دل على ارتفاع ملكه عنها ، وعلى وقوع ملك من أحدث فيها ما أحدث من الذبح والشي عليها ، كما يقول ذلك من يقوله من أهل العلم منهم أبو حنيفة وأصحابه ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية