الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 173 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم ( 9 ) )

يقول - تعالى ذكره - : الله الذي ينزل على عبده محمد ( آيات بينات ) يعني مفصلات ( ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) يقول - جل ثناؤه - : ليخرجكم - أيها الناس - من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان ، ومن الضلالة إلى الهدى .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( من الظلمات إلى النور ) قال : من الضلالة إلى الهدى .

وقوله : ( وإن الله بكم لرءوف رحيم ) يقول - تعالى ذكره - : وإن الله بإنزاله على عبده ما أنزل عليه من الآيات البينات - لهدايتكم وتبصيركم الرشاد - لذو رأفة بكم ورحمة ، فمن رأفته ورحمته بكم فعل ذلك

التالي السابق


الخدمات العلمية