الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      دقاق

                                                                                      صاحب دمشق ، شمس الملوك أبو نصر دقاق بن السلطان تاج الدولة [ ص: 211 ] تتش بن السلطان ألب أرسلان السلجوقي التركي .

                                                                                      تملك بعد مقتل أبيه سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، فكان في حلب ، فطلبه خادم أبيه ونائب قلعة دمشق سرا من أخيه رضوان صاحب حلب ، فبادر دقاق وجاء ، فتملك ، ثم أشار عليه زوج أمه طغتكين الأتابك بقتل خادمه المذكور ساوتكين لتمكنه ، فقتله ، ثم أقبل رضوان أخوه محاصرا لدمشق ، فلم يقدر عليها ، فترحل ، ثم استقل دقاق ، ثم عرض له مرض تطاول به إلى أن مات في ثامن عشر رمضان سنة سبع وتسعين فكانت دولته عشر سنين ، فقيل : إن أمه سمته ، رتبت له جارية سمته في عنقود عنب نخسته بإبرة مسمومة ، ثم ندمت أمه ، وتهرى جوفه ، ودفن بخانقاه الطواويس .

                                                                                      وعمد الأتابك طغتكين ، فأقام في اسم الملك طفلا لدقاق بعد أن استحضر من سجن قلعة بعلبك أخا لدقاق اسمه أرتاش ، وسلطنه ، ثم بعد ثلاثة أشهر تخيل أرتاش من الأتابك ، وفر إلى بغدوين الفرنجي صاحب القدس ، فما أعانه ، فتوجه إلى العراق على الرحبة ، فجاءه الأجل ، فعمد الأتابك إلى الطفل المذكور ، فنصبه مديدة ، ثم تملك ، وامتدت أيامه .

                                                                                      [ ص: 212 ] وكان قد وزر لدقاق أبو القاسم الحسن بن علي الخوارزمي ، وقد كان عمل مصافا بقرب حلب مع أخيه ، فتفلل جمعه ، ورد إلى دمشق .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية