الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى

                                                                                                                                                                                                                                      20 - أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة ؛ أي: أخبرونا عن هذه الأشياء التي تعبدونها من دون الله - عز وجل -؛ هل لها من القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة؟! "اللات"؛ و"العزى"؛ و"مناة": أصنام لهم؛ وهي مؤنثات؛ فـ "اللات"؛ كان لثقيف؛ بالطائف؛ وقيل: كانت بنخلة تعبدها قريش؛ وهي "فعلة"؛ من "لوى"؛ لأنهم كانوا يلوون عليها؛ ويعكفون للعبادة؛ و"العزى"؛ كانت لغطفان؛ وهي سمرة؛ وأصلها تأنيث "الأعز"؛ وقطعها خالد بن الوليد؛ و"مناة"؛ صخرة كانت لهذيل؛ وخزاعة؛ وقيل: لثقيف؛ وكأنها سميت "مناة"؛ لأن دماء النسائك كانت تمنى عندها؛ أي: تراق؛ "ومناءة"؛ "مكي"؛ "مفعلة"؛ من "النوء"؛ كأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء؛ تبركا بها؛ الأخرى ؛ هي صفة ذم؛ أي: المتأخرة؛ الوضيعة المقدار؛ كقوله: قالت أخراهم لأولاهم ؛ أي: وضعاؤهم لرؤسائهم؛ وأشرافهم؛ ويجوز أن تكون الأولية والتقدم عندهم للات؛ والعزى؛ كانوا يقولون: إن الملائكة؛ وهذه الأصنام؛ بنات الله؛ وكانوا يعبدونهم؛ ويزعمون أنهم شفعاؤهم عند الله؛ مع وأدهم البنات؛ وكراهتهم لهن؛ فقيل لهم:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية