الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ صون ]

                                                          صون : الصون : أن تقي شيئا أو ثوبا ، وصان الشيء صونا وصيانة وصيانا واصطانه ؛ قال ابن أمية بن أبي عائذ الهذلي :


                                                          أبلغ إياسا أن عرض ابن أختكم رداؤك فاصطن حسنه أو تبذل

                                                          أراد : فاصطن حسنه فوضع المصدر موضع الصفة . ويقال : صنت الشيء أصونه ، ولا تقل أصنته فهو مصون ، ولا تقل مصان . وقال الشافعي رضي الله عنه : بذلة كلامنا صون غيرنا . وجعلت الثوب في صوانه وصوانه بالضم والكسر وصيانه أيضا : وهو وعاؤه الذي يصان فيه . ابن الأعرابي : الصونة العتيدة . وثوب مصون على [ ص: 310 ] النقص ومصوون على التمام ؛ الأخيرة نادرة وهي تميمية ، وصون ، وصف بالمصدر . والصوان والصوان : ما صنت به الشيء . والصينة : الصون ، يقال : هذه ثياب الصينة أي الصون . وصان عرضه صيانة وصونا على المثل ؛ قال أوس بن حجر :


                                                          فإنا رأينا العرض أحوج ساعة     إلى الصون من ريط يمان مسهم

                                                          .

                                                          وقد تصاون الرجل وتصون ؛ الأخيرة عن ابن جني ، والحر يصون عرضه كما يصون الإنسان ثوبه . وصان الفرس عدوه وجريه صونا : ذخر منه ذخيرة لأوان الحاجة إليه ؛ قال لبيد :


                                                          يراوح بين صون وابتذال

                                                          .

                                                          أي : يصون جريه مرة فيبقي منه ، ويبتذله مرة فيجتهد فيه . وصان صونا : ظلع ظلعا شديدا ؛ قال النابغة :


                                                          فأوردهن بطن الأتم شعثا     يصن المشي كالحدأ التؤام

                                                          وقال الجوهري في هذا البيت : لم يعرفه الأصمعي ، وقال غيره : يبقين بعض المشي وقال : يتوجين من حفا . وذكر ابن بري : صان الفرس يصون صونا : إذا ظلع ظلعا خفيفا ، فمعنى ( يصن المشي ) أي : : يظلعن ويتوجين من التعب . وصان الفرس يصون صونا : صف بين رجليه ، وقيل : قام على طرف حافره ؛ قال النابغة :


                                                          وما حاولتما بقياد خيل     يصون الورد فيها والكميت

                                                          أبو عبيد : الصائن من الخيل القائم على طرف حافره من الحفا أو الوجى ، وأما الصائم فهو القائم على قوائمه الأربع من غير حفا . والصوان ، بالتشديد : حجارة يقدح بها ، وقيل : هي حجارة سود ليست بصلبة ، واحدتها صوانة . الأزهري : الصوان حجارة صلبة إذا مسته النار فقع تفقيعا وتشقق ، وربما كان قداحا تقتدح به النار ، ولا يصلح للنورة ولا للرضاف ؛ قال النابغة :


                                                          برى وقع الصوان حد نسورها     فهن لطاف كالصعاد الذوابل‏



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية